ما هو أحسن علاج للتخلص من الرهاب والقلق؟

2018-01-31 02:34:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
دكتور محمد عبد العليم حفظه الله.
أنا استخدمت السيروكسات لفترة طويلة، حيث أني جربت معظم أدوية الرهاب ولم تناسبني مثل الفافرين السيبرالكس الزولفت، وكثر غيرها ولم يناسبني سوى السيروكسات.

المشكلة مع السيروكسات الخمول والكسل وعدم الرغبة في عمل أي شيء، وسبب زيادة في الوزن كبيرة، وتبلد الإحساس، حيث زاد غيابي عن الدوام.

بعدها أخذت البروزاك معه فكان رائعاً جداً لزيادة النشاط والدافعية، وبعد رابع يوم انتابني قلق وعدم سيطرة على التصرفات، وتركته واستمريت على السيروكسات، وبعد فترة جربت الولبترين معه لزيادة النشاط البدني والجنسي والدافعية، وكان رائعاً، وبعد 3 أيام عاد القلق المزعج.

هل يوجد دواء مساند له يزيل القلق أو دواء آخر مع السيروكسات لزيادة النشاط والدافعية؟ لأن الكسل عطلني عن فعل أشياء أساسية في حياتي اليومية.

أريد أن أستبدل السيروكسات بالبروزاك من أجل النشاط والدافعية والوزن، لأن السيروكسات سبب لي كسلاً وزيادة في الوزن، لكن كل ما آخذ البروزاك يأتيني قلق واكتئاب، وأتركه وأرجع للسيروكسات، فهل يوجد حل في البروزاك أو دواء مساند له يذهب القلق؟ وهل القلق يذهب لو صبرت على البروزاك لمدة أطول؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

فالبروزاك بالفعل دواء استشعاري لبعض الناس، ممَّا يزيد من قلقهم وتوتراتهم، لكن هذا دائمًا يكون في فترة العلاج الأولى، وقد لا يستمر لفترة طويلة، والزيروكسات بالفعل قد يزيد الوزن لدى بعض الناس.

أقترح أن تتناول الزيروكسات CR بجرعة 12.5 مليجراماً، هذه جرعة صغيرة لكنها معقولة من حيث الفعالية، ولا أعتقد أن أثره الجانبي سيكون كبيرًا، خاصة فيما يتعلق بزيادة الوزن، وفي ذات الوقت يمكنك أن تتناول كبسولة واحدة من البروزاك.

هذا – يا أخي الكريم – قد يكون ترتيبًا جيدًا، وكِلا الدواءين بجرعة صغيرة، والأثر التجمُّعي للدوائي مع بعضهما البعض قطعًا سيكون مفيدًا بالنسبة لك.

إن أردتَّ أن تستعمل البروزاك وحده يمكن أن تتناول معه أحد مثبِّطاتِ القلق، وعقار (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد) دواء جيد جدًّا، يعني: تبدأ بكبسولة واحدة من البروزاك، وتبدأ بكبسولة واحدة أيضًا من الدوجماتيل في نفس الوقت، وتستمر على ذلك لمدة شهرٍ، ثم يمكن أن تجعل البروزاك كبسولتين في اليوم، وتجعل الدوجماتيل أيضًا كبسولتين في اليوم – أي مائة مليجرام – وبعد انقضاء شهرين (مثلاً) وأنت على هذا الترتيب الدوائي خفِّض الدوجماتيل واجعله كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرٍ، واستمر على البروزاك كما هو (كبسولتين).

بعد ذلك أعتقد أنك يمكن أن تتوقف عن الدوجماتيل بالكلِّية، ويكون حدث نوع من الاستقرار الكيميائي فيما يتعلق بفعالية البروزاك، وإن شاء الله تعالى ينتهي موضوع القلق الذي حدث لك سلفًا.

هذه طريقة – أيها الفاضل الكريم – وبعض الناس يتناولون البروزاك مع جرعة صغيرة من (الرزبريادون)، بجرعة واحد مليجرام، سيُثبِّط إن شاء الله تعالى الحالة القلقية التي تنتج من البروزاك، وبعض الناس أيضًا يتناولون (أنفرانيل) – بدلاً من الزيروكسات – مع البروزاك.

إذاً – أخي الكريم – توجد خيارات كثيرة وكثيرة جدًّا، وأنا أريد حقيقة أن ألفت نظرك – أخي عبد الله – لشيءٍ مهمٌّ، وهو: أن الآثار الجانبية - خاصَّةً القلق التحفُّزي هذا الذي يُسبِّبه البروزاك – ليس من الضروري أن يتكرَّر، يعني قد يحدث للإنسان مرَّة، أو مرتين، لكن ليس من الضروري أن يحدث نفس التفاعل في المرة الثالثة.

هذه مجرد ملاحظة، وأعتقد أنها ملاحظة إيجابية وددتُّ أن ألفت نظرك لها أخي الكريم.

في بعض الأحيان أنا أعطي عقار (ترازدون) كبديل للبروزاك وكذلك الزيروكسات، نعم هو دواء في الأصل يُعالج الاكتئاب بصورة فاعلة، لكنّه أيضًا يفيد في القلق ويُحسِّن النوم، وليس له آثار جنسية سلبية، وزيادة الوزن التي تنتج عنه ليست كبيرة أبدًا.

لكن أعتقد الخيار الأول فيما يتعلق الجمع بين البروزاك والزيروكسات CR، أو البروزاك والدوجماتيل؛ قد يكون هو الحل الأفضل بالنسبة لك.

أرجو – أخي الكريم – أن تحرص أيضًا على الوسائل العلاجية غير الدوائية، فهي مهمَّة وضرورية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net