الأدوية النفسية هل ثؤثر على العلاقة الجنسية؟
2018-02-04 02:17:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وقد قرأت بعض الاستشارات في موقعكم واتبعت وصفاتكم في هذا الموضوع، وهي (سيرترالين نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم حبة كاملة لمدة شهرين، وبعدها حبتين لمدة ستة أشهر، وبعدها بدأت بالتخفيض التدريجي خلال شهرين ثم قطعته)، والحمد لله وجدت فائدة جيدة، ولكن تحدث لي في بعض الأحيان انتكاسات متقطعة، فهل أحتاج للعلاج مرة أخرى أم لا؟
وسؤالي الثاني: بعد قطع العلاج حدث عندي سرعة قوية جدا في القذف لم تكن عندي قبل العلاج، فهي قبل العلاج لا تتعدى الثواني فما هو علاجي؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: أنا سعيد أن أعرف أنك -الحمد لله تعالى- قد أكلمت الدورة العلاجية الدوائية، وبتوفيق من الله تعالى قد تحسَّنت أحوالك كثيرًا، ولا أراك الآن حقيقة لأن تتناول السيرترالين مرة أخرى، وأريدك أن تعتمد على الآليات السلوكية: أن تُكثر من التواصل الاجتماعي.
أن تهتمّ كثيرًا بتعابير وجهك عند مخاطبة الناس، وكذلك لغتك الجسدية، ونبرة الصوت، هذه الثلاثة مكوّنات أساسية جدًّا إذا اهتمّ بها الإنسان وكان إيجابيًا في مقابلته للناس، وكانت تعابير وجهه منسجمة مع الموقف الذي هو فيه، ونعلم – أخي الكريم – أنه كما نصحنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تبسُّمك في وجه أخيك صدقة))، هذا – يا أخي – من الأصول الأساسية جدًّا، أي: حُسن التواصل الاجتماعي من خلال حُسن تعابير الوجه، وكذلك لغة الجسد كتحريك اليدين، هذه أيضًا مهمّة، نبرة الصوت يجب أن تكون متناغمة ومتناسقة مع مشاعرنا وكذلك مع محتوى الكلام الذي نقوله.
ويا أخي الكريم: الاستجابة التامّة للواجبات الاجتماعية، من تلبية للدعوات، من الذهاب للمناسبات، المشي في الجنائز، زيارة المرضى في المستشفيات أو بيوتهم، زيارة الأرحام وصلتهم، ممارسة رياضة جماعية، الترفيه على النفس بما هو جميل... هذا – يا أخي – كله علاج وعلاج طيب جدًّا، فاحرص عليه.
بالنسبة لموضوع سرعة القذف التي تعاني منه: هذا – يا أخي – قد يكون من القلق، ويُعرف أن السيرترالين من الأدوية التي قد تُؤخّر القذف المنوي لدى بعض الرجال، فأنت حين توقفت عنه ربما يكون أيضًا حدث نوع من الارتداد العكسي أو السلبي، وهذا قد يكون عارضًا وآنيا ولا يستمر طويلاً.
فأريدك – أخي الكريم – أن تتجاهل هذا الموضوع، وحتى أضمنُ – إن شاء الله تعالى – أن عامل القلق قد انتهى تمامًا أريدك أن تتناول عقارا بسيطا جدًّا يُسمَّى (ديناكسيت) بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه، وأريدك أيضًا أن تمارس الرياضة، وتأخذ قسطًا كافيًا من الراحة.
ويا أخي الكريم: حاول أن تتحكّم في خيالك الجنسي عند المعاشرة الزوجية؛ لأن الخيال الجنسي المتسارع والخصب جدًّا يؤدي أيضًا إلى سرعة القذف.
أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.