الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الذي يحدث لك -أيها الفاضل الكريم- له تفسير علمي سلوكي ونفسي، فالجاثوم معروف جدًّا، وهو يحدث لبعض الناس دون غيرهم، ونشاهده أكثر لدى صغار السن، كما أن هنالك نوعا من الميول الأسري، بمعنى أن العوامل الوراثية قد تلعب فيه دورًا، كما أن الإجهاد النفسي والجسدي يلعب فيه دورًا أيضًا.
أيها -الفاضل الكريم-: الظاهرة التي تعاني منها هي بالفعل تأتي تحت اضطرابات النوم الظرفيَّة، وما شعرت به من موجات كهربائية شديدة تدخل إلى جسمك، وكذلك ما شاهدته من كائنات سوداء غريبة: هذا كلُّه نوع ممَّا يسمَّى بالهلاوس البصرية والإحساسية الكاذبة، أو ما يشبه الهلاوس، وهذا حقًّا مزعج، أنا أتفق معك، مزعج لدرجة أنه قد يجعل الإنسان خائفًا تمامًا.
هذا معروف أنه يحدث لبعض الناس قبل الدخول الكامل في النوم، وهذه الظاهرة مرتبطة بالقلق النفسي، والإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، وكذلك بالنسبة للذين يتناولون كميات كبيرة من الكافيين، من خلال شرب الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا، كما أن المدخنين -ونسبةً لما يدخل في أجسامهم من نيكوتين- قد يكونُون عُرضةً لهذه الظاهرة.
أخي الكريم: -إن شاء الله تعالى- العلاج بسيط، وهنالك دليل قاطع أنا الأمر ليس عضويًا، ليس مرضًا عضويًّا دماغيًّا، وهذا لا يحدث لك إلَّا حين تكون في سكن الطلاب، أي تحت ظرفٍ معيَّن، وأعتقد أنه يكون مرتبطًا بشيء من القلق البسيط، والقلق ليس من الضروري أن يظهر كقلقٍ واضح، إنما يكون قلقًا مُقنَّعًا في بعض الأحيان، وتظهر أعراضه على هذه الشاكلة التي تحدثت عنها.
فإذًا: لا تقلق، أتمنَّى أن يكون هذا التفسير للظاهرة مُريحًا بالنسبة لك، وحتى ما تحسّ به من تنميل خفيف في الجزء الأيسر من الرأس ليس علَّة عضوية، إنما هو انقباضات عضلية ناتجة من القلق.
أنا أريدك أن تكون مسترخيًا قدر المستطاع، وهنالك تمارين استرخاء متعددة، أهمها تمارين التنفُّس التدرُّجي، أو قبض العضلات وشدِّها، وإسلام ويب أعدَّت استشارة رقمها (
2136015) يمكنك أن ترجع إليها وتطلع إليها بدقة وتطبِّق ما ورد فيها من تمارين استرخاء.
الأمر الآخر: أرجو ألَّا تتناول أي مشروب يحتوي على الكافيين -من شاي وقهوة وبيبسي وكولا وشكولاتة- بعد الساعة الخامسة مساء، وأريدك أيضًا أن تثبِّت وقت النوم ليلاً بقدر المستطاع، وحاول ألَّا تذهب إلى الفراش إلَّا بعد أن تحسَّ بشيء من النعاس، احرص على أذكار النوم، هذا مهمٌّ جدًّا.
وأريدك أيضًا أن تكون مُعبّرًا عن ذاتك، لا تكتم، لأن الكتمان كثيرًا ما يتحوّل إلى طاقاتٍ نفسيةٍ سلبيةٍ قد تظهر في شكل قلقٍ مقنَّعٍ، وهذا كثيرًا ما يكون مرتبطًا بالهلاوس الكاذبة.
أذكار النوم مهمَّة ومهمَّةٌ جدًّا، فأرجو أن تحرص عليها، كما أرجو ألَّا تتناول وجباتٍ دمسة ليلاً، ويفضَّل أن تكون وجبة العشاء مبكرة جدًّا وخفيفة. هذا كله سوف يساعدك كثيرًا.
أيها -الفاضل الكريم-: لا مانع أن تتناول دواء بسيط مثل (موتيفال)، حبة ليلاً، أو تناولها بعد المغرب، لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
أرجو أن أكون قد أوضحتُ لك الأمر، وأسألُ الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.