تعرضت لبعض المخاوف في طفولتي ثم تجددت الآن، فماذا أفعل؟

2018-02-22 00:31:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أولا أحب أن أشكركم على موقعكم الرائع، وعلى أجوبتكم السديدة.

متزوجة وحامل في الشهر الثاني، وعمري ٢٢، أعاني من خوف كان منذ الصغر، حيث تفرجت على مقطع فيديو قالوا فيه أن الله سخط على فتاة لأسباب وجعلها قردة، لا أدري أحدث ذلك فعلا أم لا، لكن بصراحة كان شكلها مرعبا للغاية، ومرت علي فترة من الخوف الشديد وقتها.

المهم مرت السنوات بعد أن نسيت شكلها وعشت حياتي طبيعية، وشاء الله لي الزواج الحمد لله، وشاء الله أن أكون حاملا ولله الحمد والمنة، لكن قبل شهر من الآن كنت على أحد المواقع وفجأة صادفت صورة الفتاة المذكورة أعلاه، وعادت تلك المخاوف والحزن والقلق، كلما خرج زوجي من البيت ينتابني خوف من أن تظهر لي تلك الفتاة في البيت، أعلم أن هذه المخاوف من الشيطان، وأن الله بيده كل شيء، لكن يغلبني الخوف أحيانا رغم أنني بفضل الله عز وجل علي محافظة على الصلاة في وقتها والنوافل والأذكار والورد القرآني بتوفيق الله لي طبعا له الحمد والمنة، لكن لا أستطيع التغلب على هذا الخوف، أتجاهله وأحتقره قدر الإمكان، لكن لا زال ينتابني.

أسأل الله أن يجعلكم سببا لتفريج ما أنا فيه من غم وهم، كيف أتخلص من هذه المخاوف؟

دلوني جزاكم الله خيرا، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hanane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

موقع الشبكة الإسلامية في خدمتكم، ونحن نشكركم على ثقتكم بهذا الموقع.

والجواب على ما ذكرت يكمن في الآتي:

- بداية ما رأيت من صورة تلك الفتاة ليس صحيحا، ولا يوجد من يؤكد ذلك، وعلى هذا فلا داعي لتصور وجود هذه الفتاة على أرض الواقع، ومع أنه لا يبعد شرعا أن يمسخ الله بعض العصاة إلى قردة وخنازير، فقد حدث هذا في بني إسرائيل، ويمكن أن يحدث في هذه الأمة، فقد جاء في الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر» رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3665، وهذه العقوبات من الخسف بالأرض والقذف بالحجارة ونحوها من السماء والمسخ إلى صور الحيوانات والبهائم تدل على ارتكاب كبائر من الإثم، وهي لا يمكن أن يعاقب الله بها من هو من عباده الصالحين.

- وأمر آخر وبما أنك محافظة على الصلاة والذكر، فلا داعي للخوف والقلق من تذكر هذه الصورة المفرغة لتلك الفتاة، فأنت تعلمين كما ذكرت بأنها من الشيطان، فعليك محاولة النسيان لها وعدم الالتفات لذلك، وإذا طرأت لك تذكرها فأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان، وأكثري من الاستغفار، ويمكن أن تذهبي إلى طبيبة نفسية لتقدم لك بعض النصائح التي تساعد على عدم تذكر تلك الصورة، وأبشري بخير -بإذن الله تعالى-.

وفقك الله لمرضاته.
---------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. مراد القدسي -مستشار الشؤون الأسرية التربوية-
وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
---------------------------------------------------
من الناحية النفسية: المخاوف هي نوع من السلوك المكتسب، واكتساب الخوف يعتمد على درجة استعداد الإنسان لقبول الخوف كسلوك قلقي، والذي يظهر لي أنه لديك هذه القابلية والاستعداد أصلاً للمخاوف، وكان منظر تلك الفتاة التي تحدثت عنها هو المثير الذي أثار لديك الخوف.

وكما تفضل الشيخ مراد القدسي في الإجابة المرفقة فليس هنالك تأكيد على أن هذه الصورة حقيقية، ومثل هذه المناظر كثيرة جدًّا موجودة، والآن تعرفين الفنيات المتوفرة على الإنترنت وخلافه يمكن أن تُجسِّد وتُظهر أشياء مفزعة عن الناس، ويجب أن يكون قناعتك العلاجية تقوم على أن هذه الأشياء فيها الكثير ممَّا هو ليس واقعا وليس حقيقة، وحتى إن كان واقعًا وحقيقة فهذا أمر لن يصيبك بأي شيء، ولا علاقة لك به أبدًا.

فيجب أن يكون هذا هو تفكيرك في محيطك الوجداني، أنتِ قبلت فكرة الخوف واستسلمت لها، لكن المنطق يقول أن تضعي الأمور في نطاقها الفكري الصحيح، بأن تقولي لنفسك: (هنالك احتمال أن هذه الصورة ليست صحيحة، مختلقة، مؤلفة، مزيفة)، وفي نفس الوقت تقنعي ذاتك حتى وإن كانت صحيحة، ما شأنك بذلك؟ لا علاقة لك به لا من قريب ولا من بعيد.

المنطق التحليلي المعرفي هنا مطلوب للتغلب على الخوف، والتغلب على الخوف أيضًا يكون من خلال الإكثار من الاستغفار، والحرص على الأذكار، هذا مهمٌ جدًّا، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك.

والأمر العلاجي الآخر - وهو مهم - هو أن تشغلي نفسك بما هو أفيد وأحسن، الإنسان حين يكون لديه فراغ زمني يؤدي إلى فراغات ذهنية تُملأ بمثل هذه الأشياء، لكن إذا كان الإنسان لديه أشياء أفضل وأهم شغل نفسه بها وأعمل فكره فيما هو مفيد، قطعًا هذا النوع من الفكر لن يجد أبدًا مكانًا في عقلك وكيانك الوجداني.

فاملئي وقتك بصورة جيدة، والحمد لله تعالى أنت -إن شاء الله تعالى- في وضعٍ ممتاز، تم الزواج وأنت في هذا السن، والآن أنت حامل، فلديك ما هو أجمل وألطف وأحسن من الخوف من منظر هذه الفتاة.

ويجب أن تتوقفي أيضًا عن مثل هذه المشاهدات، لا فائدة فيها ولا خير فيها، ولا تكوني حسَّاسة نحوها.

هذا هو الذي أنصحك به، ولا أرى وصف أي علاج دوائي، حيث إن الحالة بسيطة، وفي مرحلة الحمل لا ننصح بالأدوية النفسية، إلَّا في نطاق ضيق جدًّا وفي حالات معينة، وحالتك - كما ذكرت لك - لا تستحق أي علاج دوائي. من خلال ما ذكرته لك إذا طبّقته بصورة صحيحة -إن شاء الله تعالى- سوف تتبدّل قناعتك ويزول عنك هذا الخوف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net