أعاني من الخوف من عدم النوم وتوهم الأمراض.
2018-02-22 04:46:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم الرد على استشارتي، وجزاكم الله خيرا.
أنا شاب عمري 32 سنة، وسأقدم نبذة بسيطة عني قبل أن أسرد لكم مشكلتي الحالية، منذ قبل أكثر من عشر سنوات وأنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، وعدم الخروج من المنزل، كانت هذه أول مشاكلي النفسية، وفي السنوات الثمانية الأخيرة أصبحت أعاني من خوف عند النوم، سببه أني أخاف ألا يأتيني نوم، وأصبحت أقلق وأتوتر كثيرا، وعانيت مع هذه المشكلة لأكثر من 7 سنوات، وازداد الأمر سوءاً مع مشكلتي الحالية التي بدأت قبل أسبوع ونصف تقريبا.
كنت أمارس تمارين رياضية، وفجأة شعرت بألم في عضلات البطن، وانتقل الألم إلى المعدة، وأصبحت أشعر بعسر هضم شديد، مع ضيق في التنفس، وبدأت أقلق بشدة، وزاد التوتر، ذهبت إلى المستشفى وعملت الفحوصات، وأصبحت أفكر في أمراض خطيرة، مع أن الفحوصات كانت طبيعية، ولكن القلق استمر معي، وفقدت شهيتي عن الأكل، وأصابني الأرق ولم أستطع النوم، وزادت لدي مشكلة الخوف من عدم النوم، وأصبحت أشعر بخوف وقلق شديدين جدا.
الآن أعاني من أرق وفقدان للشهية، مع شعور بالخوف الشديد، والتفكير الكثير في الأمراض، وجفاف الفم، علما بأني لم أستخدم أدوية نفسية في حياتي سوى دواء واحد اسمه anti deprex حبة واحدة قبل النوم.
أتمنى منكم مساعدتي لعلاج هذه المشكلة، لأني أشعر بالإرهاق الشديد والتعب، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تقول إن لديك وسواس، لأنك لم تنم، والحقيقة هي خلاف ذلك تماماً، لأن النوم حاجة بيولوجية فسيولوجية نفسية طبيعية، ويوجد مركز للنوم في الدماغ الموجود لدى كل إنسان، فإذًا النوم ليس أمراً يستجلبه الإنسان لنفسه، إنما هو جزء من حياة الإنسان وتركيبته النفسية والجسدية، وإن كان النوم يكون أفضل وأحسن حين يهيئ الإنسان نفسه للنوم ويضع الترتيبات اللازمة لذلك.
فإذاً الذي أرجوه منك هو أن تصحح مفهومك، أنه لا داعي لهذا القلق التوقعي أو هذا القلق الافتراضي الوسواسي، لأن النوم حاجة بيولوجية وسوف يأتي، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية أن تهيأ لنفسك الظروف التي تساعد على تنظيم الساعة البيولوجية لديك؛ لأن الساعة البيولوجية هي التي تنظم النوم، والإجراءات في هذا السياق بسيطة جداً، أولاً أن تتجنب النوم في أثناء النهار، وأن تمارس الرياضة، وأن تذهب إلى النوم ليلاً في وقت مبكراً ووقت ثابت، لأن التقلبات في اختيار وقت النوم تؤدي إلى اضطراب شديد في النوم، وأن تكون حريصاً على أذكار النوم، وأن لا تتناول الميثرات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل القهوة والشاي بعد الساعة الخامسة أو السادسة مساءاً، وأن تحقر الوسواس الذي تعاني منه.
أخي الكريم: أنت لديك خلفية قلقية في الأصل، لأنك ذكرت أنك تعاني من أن كنت تعاني من الرهاب الاجتماعي منذ فترة طويلة، والرهاب الاجتماعي لديه تداخل كبير جداً مع نوعية الوسواس الذي تعاني منه، وأضف إلى ذلك أن الحالة التي أتتك حين كنت تمارس الرياضة وشعرت بها فجأة هي حالة نفسية قلقية تسمى بنوبات الهرع، لكنها من الدرجة البسيطة، فإذاً أخي أنت لديك قلق، ولديك هرع أي خوف، ولديك وسواس هي متداخله مع بعضها البعض، وهذا ليس دليلا على أنك تعاني من تشخيصات متعددة ومختلفة، هي علة واحدة علة قلق المخاوف.
أرجو أن تتبع ما ذكرته لك من ترتيب حول الصحة النومية، وأن تتجاهل الفكرة، وأن تحرص على الرياضة وحسن إدارة الوقت، والدعاء خاصة الأذكار ما قبل النوم، أن تجعل حياتك بصفة عامة إيجابية هذا يؤدي إلى استقرارك النفسي.
ويا أخي الكريم: لا بد أن تتفاعل اجتماعياً، أن تلبي الدعوات، وأن تقوم بالواجبات الاجتماعية أين كانت، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تمشي في الجنائز، أن تذهب إلى الأعراس هذه مهمة كعلاج أساسي لحالتك يؤدي إلى اختفاء أي نوع من الرهبة الاجتماعية أو القلق والوسوسه بصفة عامة، وأكرر أن الرياضة مطلوبة جداً في حالتك وإن شاء الله تعالى سوف تفيدك كثيراً.
أنت ذكرت أنك أخذت علاج أنتيدبرسك، والانتيدبرسك هو مضادات اكتئاب لم تحدد أو الدواء الذي تناولته بالضبط غير معروف، أنا أقول لك بالنسبة للعلاج الدوائي أنت محتاج لدواء بسيط يحسن من نومك ويزيل عنك الخوف وأعتقد عقار انفرانيل سيكون جيد بالنسبة لك، والأنفرانيل يسمى علمياً كلومبرامين، الجرعة هي أن تبدأ 25 مليجراما ليلاً لمدة شهر ثم تجعلها 50 مليجراما ليلاً لمدة شهرين ثم تخفضها إلى 25 مليجراما ليلاً لمدة شهرين آخرين ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عن تناوله، دواء بسيط وممتاز وتوجد أدوية أخرى لكن هذا جيد.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.