أمي تعاني من الشك في كل الناس والإحساس بأن الكل يضطهدها، فبماذا تشيرون؟

2018-04-02 05:23:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

تحياتي لموقعكم الكريم ولكل القائمين عليه..

أمي سيدة كبيرة تبلغ 62 عاما، ومنذ أكثر من 30 سنة وهي تشك في جيرانها وكل الناس أنهم يحقدون عليها، ويقومون بسرقتها وإيذائها، والدخول إلى المنزل في غيابها حتى وهي داخل المنزل، تطلب منا نحن أبنائها أن نغلق باب الشقة دائما بالترباس، وبدأت تتهم أبنائها بأنهم طامعين فيها، وأن أحدهم يتفق مع زوجته لإيذائها وقتلها.

والمشكلة الكبيرة أنها منذ حوالى شهر تظن أن الجيران يقومون بحرق القمامة فوق سطح منزلنا، وكلما سمعت صوت خبط ودق في الشارع تقول أن هذا فوق سطح المنزل، وأن الجيران هم من يكسرون فوق سطح منزلنا، رغم أننا عانينا من إقناعها بأنه لا يوجد شيء فوق سطوح منزلنا ليقوموا بتحطيمه، ورغم ذلك هي مصرة أن هؤلاء الجيران يقومون بإيذائنا، ويجب علينا أن نتشاجر معهم ليرتدعوا.

وكل يوم تقول أنها تشم رائحة دخان رغم أنه لا توجد رائحة دخان، ولكنها تقول أنها تشم رائحة دخان، وأن هذا الدخان منبعث من القمامة التي يقوم الجيران بحرقها على سطح المنزل، وطبعا كل هذا الكلام غير حقيقي، ولا أساس له إلا في مخيلتها، وقد تعبنا في إقناعها بأن كل هذه أوهام ووساوس.

ومنذ عدة أيام ذهب أخي لطبيب نفسي أنا أتعالج عنده، وحكى له قصتها، فقال له أنها تعاني من مرض اسمه اضطراب الضلالة، وكتب لها مودابكس حبة في اليوم، وآبيكسيدون نصف مليجرام في اليوم، ووالدتي الآن تتناول الدواء النفسي وهي لا تعلم أنه دواء نفسي، نحن قلنا لها أنه دواء للسكر والأعصاب..

سؤالي: أنا قرأت أن المودابكس مضاد للاكتئاب، وهي تعاني من الضلالات دون الاكتئاب، فهل نستمر في إعطائها المودابكس مع الآبيكسيدون، أم نكتفي بالآبيكسيدون فقط؟ لأني أخشى أن يضرها مضاد الاكتئاب، وهي لا تحتاج له.

وسؤالي الثاني: متى نقوم برفع الجرعة لها؟ وكم تكون الجرعة؟ مع العلم أنها تتناول الدواء منذ 4 أيام تقريبا، وسبحان الله أشعر أنها تحسنت، ولم تعد تتحدث عن إيذاء الجيران لها.

شكرا جزيلا لحضرتك.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً والدتك تعاني من اضطراب ذهاني واضح يُسمَّى -كما ذكر الطبيب- (اضطراب الضلالات الفكرية)، وطالما كان منذ فترة طويلة، أي منذ ثلاثين سنة، وهو مستمر، ولا يأتي في شكل نوبات، فهو أقرب -كما ذكرت- إلى اضطراب ذهاني الضلالات الفكرية.

أحيانًا -أخي الكريم- وبالذات عند كبار السِّن، إذا جاءت هذه الضلالات الفكرية فيجب التأكد من أنه لا يوجد اكتئاب نفسي، لأنه أحيانًا في هذه السِّن يكون هناك اكتئاب نفسي مصحوبًا بأعراض ذهانية، ولم تذكر أنت في استشارتك أي أعراض للاكتئاب النفسي، وطالما كان هذا الاضطراب مستمرًا على الدوام -أو على طول- فهذا يُرجّح أنه ليس هناك اكتئاب، أو ليس ثانويًّا لمرض الاكتئاب، إنما هو اضطراب في حدِّ ذاته.

إذًا إذا كانت هذه هي الحالة فلا داع لتناول واستعمال مضادات الاكتئاب، ويجب استعمال مضادات الذهان فقط، وهذا ممثَّلٌ في الـ (آبيكسيدون)، أو الـ (رزبريادون).

وشيء آخر: الاستجابة السريعة هي مؤشّر أيضًا، لأن الاضطراب اضطراب ذهاني، ولأن معظم أدوية الاكتئاب - أخي الكريم- لا تعمل قبل أسبوعين، وتحتاج لأسبوعين على الأقل لأن تعمل، والتحسُّن لا يكون سريعًا، يحتاج إلى ستة أسابيع أو شهرين، وبالرغم من أنه أيضًا مضادات الذهان تحتاج إلى أسبوع أو أسبوعين، ولكن أنا شخصيًا قد مرَّت عليَّ حالاتٍ شبيهة لحالة والدتك، وأيضًا هي امرأة، وتحسَّنت في الأسبوع الأول، كما حصل لوالدتك.

فإذًا التحسُّن هذا شيء إيجابي، وعليه ينبغي الاستمرار في جرعة الآبيكسيدون، وعادة طبعًا الجرعة تُرفع بعد عدة أيام، أو بعد أسبوع على الأكثر، ولكن إذا حصل تحسُّنًا بهذه الجرعة فيجب الالتزام بها.

والشيء الآخر الذي أحبّ أن أؤكده لك -أخي الكريم- هو أنه يجب الاستمرار في هذا الدواء لفترة طويلة، وقد يكون لبقية عمر الوالدة، طالما هذا المرض كان منذ فترة طويلة، فيجب الاستمرار عليه لمدة طويلة، وقد يكون لبقية العمر، لأنها هي الطريقة الوحيدة لمعالجة هذه الضلالات الفكرية التي حدثتْ لوالدتك.

نسأل الله أن يعافي والدتك ويحفظها.

www.islamweb.net