الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية، أنا أؤكد لك أنني قد تدارست رسالتك بكل دقة، وفي ذات الوقت أؤكد لك أن حالات مشابهة لحالتك قد مرت علينا، أما في العيادات أو من خلال تدريبنا للأطباء، أو حتى على مستوى الاستشارات التليفونية، أو التي نقدمها في الشبكة الإسلامية، كل الأفكار التي تحدثت عنها والتناقضات والتضارب وعدم القدرة على تحديد نقطة مركزية لأفكارك ومحتواها وعدم شعورك بالطمأنينة والسكون والسكينة، هذا كله دليل على وجود الوسواس القهري، الوسواس القهري له عدت أنواع، وليس من الضروري أن تكون الصورة الإكلينيكية هي الصورة المثالية المعروفة.
فالشعور بالتضارب في الأفكار وتداخلها وعدم وضوحها وهلاميتها وما يصاحبها من قلق وشعور بعدم الارتياح هو من صميم الوساوس القهرية، -والحمد لله- وساوسك منحصرة في هذه الظاهرة الفكرية النفسية، ولا توجد لديك أي نوع من الطقوس أو الأفعال القهرية، ولذا أقول لك أن الدواء سيكون هو العلاج الرئيسي في مثل هذه الحالات، وأنا وصفت لك مسبقاً في الاستشارة السابقة والتي رقمها (
2367782) وصفت لك عقار سيرترالين، وهو دواء متميز لعلاج مثل هذه الحالات وأنا لا زلت عند رأيي أنه سيكون مفيداً ومفيداً لك جداً، وإن تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي، فهذا أيضاً أمر جيد.
الأعراض الجسدية المتمثلة في الصداع المتقطع وعدم الارتياح في منطقة البطن، والتي غالباً ما يكون ناشئاً من توتر عضلي، مع قلة خروج الغازات، والإمساك هذه كلها أعراض النفسوجسدية والقلق أيضاً يلعب دوراً فيها، وأعتقد أن ممارسة الرياضة بانتظام مع تناول السيرترالين، والحرص على أخذ قسط كاف من الراحة ليلاً سيساعدك في التخلص من هذه الأعراض.
سؤالك: هل يمكن لأفعالك وتصرفاتك أن تغطي على تفكيرك وقناعاتك؟ التفكير والقناعات في حالتك لن تخرج من الحيز الفكري الوجداني الداخلي الخاص بك، ولم تنعكس عليك كتصرفات، وهذا أمر جيد؛ لأن تصرفاتك كما تفضلت في الفقرة الأولى من استشارتك هذه أوضحتها بصورة جلية أنك -الحمد لله تعالى- طبيعي بل متميز في كثير من الأمور، إذاً الوسواس يظل داخلياً وفكرياً ولن ينعكس عليك وعلى تصرفاتك؛ لأنه لم يظهر في شكل أفعال أو اندفاعات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.