أعاني عدم التوفيق في الدراسة أو العمل أو حياتي الشخصية!

2018-04-29 02:22:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 20 سنة، أعاني من عدم التوفيق في حياتي بصفة عامة سواء الدراسة أو العمل أو حياتي الشخصية، رغم أنني أصلي وأصوم وأحاول قدر اﻹمكان الابتعاد عن الحرام، وفعل الخير واﻷشياء التي يحبها الله، مع أنني أﻻحظ أن البعض ﻻ يصلي وبعيد كليا عن طريق الله، مع ذلك موفقون، وأمورهم ميسرة.

يا ترى ما الذي علي فعله؟

وشكرا مسبقا.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لمياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكان الله في عونك -أختي الكريمة- ما أنت عليه من الخير من التدين والمحافظة على الصلاة، والصوم، والسعي في الابتعاد عن الحرام، كل هذا من أعظم أنواع التوفيق، وأهمها، وإذا حصل لبعض من تعرفين أن تحقق لهم شيء من أمور الدنيا، وهم بعيدون عن الله، ولا يسعون في رضاه، فهؤلاء محرومون من أعظم التوفيق، وإنما هم كالبهائم لا يعيشون إلا للأكل والشرب والنوم، والذي حصل لهم إنما هو استدراج من الله لهم، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ". ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } رواه أحمد برقم 17311، فلذلك عليك أن تحمدي الله تعالى على ما أنت فيه النعم.

ومما يمكن أن أدلك عليه من أسباب التوفيق:

- عليك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وأكثري من هذا الدعاء في السجود عَنْ أَنَس ٍقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ رَبَّنَا، آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " رواه البخاري برقم: 4522، قال ابن سعدي:" والحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد، من رزق هنيء واسع حلال، وزوجة صالحة, وولد تقر به العين، وراحة، وعلم نافع, وعمل صالح، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة. وحسنة الآخرة هي السلامة من العقوبات، في القبر، والموقف, والنار؛ وحصول رضا الله، والفوز بالنعيم المقيم، والقرب من الرب الرحيم، فصار هذا الدعاء، أجمع دعاء وأكمله، وأولاه بالإيثار، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به, والحث عليه."
ومن الدعاء أيضا قول:" حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "فإذا قلت ذلك سبع مرات في الصباح والمساء كفاك الله هم الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث.

- وكذلك الزمي الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، وحاولي جاهدة في ترك كل المعاصي.

قال تعالى حاكيا ما قال نوح لقومه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارا *ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} [نوح، 12،11،10]
شكا رجل الى الحسن البصري الفاقة، وشكا إليه آخر الجدب، وشكا إليه ثالث قلة النسل.. فأمر الجميع بالاستغفار.. فقيل له: أتاك رجال يشكون إليك أنواعا من الحاجة، فأمرتهم جميعا بالاستغفار؟ فتلا الحسن هذه الآيات الكريمة.

* عليك بتقوية الإيمان والإخلاص وحسن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل : 97].

- وعليك أيضا حسن التوكل على الله تعالى، وتفويض الأمر له بعد أخذ أسباب التوفيق المشروعة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا) رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5254 .

- عليك أن تحسني الظن بالله تعالى وأن الله سيزرقك من حيث لا تحتسبين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله» رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 4315، والحديث له أصل في الصحيحين بمعناه.

- عليك بذل الأسباب المشروعة للتوفيق في الحياة، واستغلال الفرص المتاحة.

- تنبيه مهم قد يكون من أسباب قلة التوفيق أن يكون المرء مبتلى بعين من حاسد، ولهذا الزمي المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة القرآن والرقية الشرعية، وأبشري بخير بإذن الله تعالى.

- وأخيرا إذا حصل لك شيء من الابتلاء، ولم يشأ الله أن تكوني من الأكثر غنى، وأنت مقيمة على الصلاح والاستقامة، فاعلمي أن الله أراد بك خيرا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ "، رواه الترمذي برقم 2036.

ومعنى الحديث أي: حفظه من متاع الدنيا ومناصبها، أي: حال بينه وبين ذلك بأن يبعده عنه، ويعسر عليه حصوله، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء أي: شربه إذا كان يضره، والأطباء تحمي شرب الماء في أمراض معروفة.

وفقك الله إلى ما يحب ويرضى.

www.islamweb.net