أفكر هل أنا حي أو ميت، فهل هذا من أعراض اضطراب الأنية؟
2018-05-20 05:45:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
قبل أربع سنوات تقريبا كنت أفكر بالكون والخلق والخالق، وخطر ببالي سؤالا وهو: هل أنا حي أم ميت أم أحلم؟ وبعد التفكير بهذا السؤال مباشرة شعرت وكأني في حلم كبير، وغير قادر على الاستيقاظ منه، وشعرت بخوف، وفقدت الشعور بالأمان، ولم أجد شيئا يشعرني بالأمان، وأصبحت أتجنب الصلاة لأنها كانت تعزز هذا الشعور.
مررت بمرحلة من الكآبة استمرت لأكثر من شهر، وبعد عدة أشهر تمكنت من النسيان، وعادت حياتي تقريبا طبيعية، منذ ذلك الحين وهذه الحالة تأتي أحيانا -وبمجرد أن أنساها- تعود حياتي عادية جدا، لكن الخوف الذي أشعر به عندما تمر علي الحالة لا يوصف.
بحثت على الإنترنت عن هذه الحالة، وكما فهمت أن هذه الحالة تسمى: اضطراب الأنية، وأنها أعراض مصاحبة للقلق، كما لاحظت أن الطقس له علاقة كبيرة بهذه الحالة.
عند مروري بهذه الحالة لا شيء يهدئ من خوفي وعزلتي إلا النسيان الذي يكون صعبا جدا مع الخوف الذي أشعر به وقتها، لذلك تستمر أحيانا لأكثر من أسبوع متواصل.
أنا أرفض فكرة الذهاب لطبيب نفسي؛ لتجنب الأدوية النفسية، وتجنب الإحساس بأني شخص مريض، لكن بعد شهر تقريبا أنا مسافر إلى أوروبا لإكمال مرحلة الماجستير، لكني قلق جدا وخائف من حدوث هذه الظاهرة معي بالخارج، علما أني لن أتمكن من العودة إلى الجزائر إلا بعد سنة ونصف من الدراسة.
هل ما أشعر به هو عارض اضطراب الأنية، أم أنه مرض نفسي؟ وما علاجه؟
أرجو الإجابة بأقرب وقت ممكن.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yaser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عرض الأنية هو الإحساس بالتغيير في مشاعر الشخص، يحس كأنه تغيَّر، لم يعد ذلك الشخص، يحس بأنه ينظر إلى نفسه من الخارج ويُراقبها، وأنه شخص آخر، وأيضًا يحس بأن الذين من حوله تغيَّروا، هذه أعراض الأنية، وإذا كانت وحدها وغير مصحوبة بأي أعراض قلق تُسمَّى (اضطراب الأنية)، أما إذا كانت مصحوبة بأعراض قلق أخرى فتكون هي جزءا من أعراض القلق، وليست اضطراب أنية في حدِّ ذاتها.
وأنت – أخي الكريم – عندك أعراض قلق واضحة، وهي: التفكير المستمر، والخوف، وعدم الشعور بالأمان، وهذه هي أعراض قلق.
والشيء الآخر: أنا شخصيًا لا أدري إن كانت هذه الأعراض لها علاقة بالطقس أم لا، فهي تحدث في جميع فصول السنة، وتحدث في بلادٍ مختلفة مناخها مختلف، ولذلك لا أستطيع أن أقول أنك إذا سافرت سوف تزداد عرض الأنية، ولكن طبعًا قد تزداد أعراض القلق والتوتر في البداية، ولكن بمجرد أن تتأقلم على البلد وتستقر فيه فإن كل الأعراض -إن شاء الله- تزول.
وعليك – أخي الكريم – بممارسة هوايات مختلفة، وبالذات الرياضة، والانشغال بهوايات حركية، فهذه الأعراض تزول -بإذن الله- والاستمرار والمحافظة على الصلاة، وعدم تركها، وقراءة القرآن والدعاء والذكر، كل هذه الأشياء تؤدي إلى الطمأنينة وراحة البال، وبذلك تزول معظم أعراض القلق التي تعاني منها، ومنها عرض الأنية.
وفقك الله وسدد خطاك.