قلقي على طفلتي وعلى جنيني يتعبني كثيرا ويعكر حياتي!
2018-05-29 03:00:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة ولدي طفلة عمرها سنة وعشرة أشهر، وحامل -الحمد لله- في شهري الرابع، وزوجي إنسان محترم وحنون ولا يوجد مثله أبدا، ونعيش في الغربة، وأنا متعلمة وأدرس اللغة، وكل شيء بفضل الله جيد، ولكني أعيش بعالم الوسوسة! فأنا أخاف على طفلتي وأخاف أن أخسرها -حماها الله-.
بدأت معي الحالة لأني في كل صيف ننزل إلى بلدنا نقضي الإجازة بين بيت أهلي وأهل زوجي، المشكلة أن أهل زوجي يعيشون في الطابق الثامن، وأنا موسوسة من الشرفة عندهم، حيث إن أم زوجي لا تجلس إلا على الشرفة ويوجد هناك طاولة وكراسي، أخاف -لا سمح الله- أن تتسلق بنتي على السياج فهي نشيطة -ما شاء الله- جدا وتتحرك كثيرا، وهي ذكية جدا وتتكلم كثيرا، من هنا بدأ الخوف، وأصبحت كلما كنت سعيدة مع ابنتي أتذكر هذه الأفكار، ولأن لدي صديقة خسرت طفلتها فأنا تأثرت بها كثيرا، ماذا أفعل مع هذه الوساوس؟
قلقي على طفلتي وعلى جنيني يتعبني كثيرا ويعكر حياتي، لكن خوفي على طفلتي واجب أيضا، فطالما سمعت عن أطفال وقعوا من البيوت -اللهم عافنا- أتمنى لو أجد حلا، فأنا مجبرة أن أذهب عندهم ولا يمكن أن نعلي السياج؛ لأن أم زوجي لن تقبل، ولأننا لسنا قادرين على التكاليف.
ما الحل؟ كلما فتحت الموضوع مع زوجي يقول سننتبه لها والاتكال على الله. أنا أعلم ذلك لكن قلبي يؤلمني وخائفة عليها جدا، ماذا أفعل؟ وهو يقول أننا لن نترك كراس على الشرفة أبدا، وأن أهله بالطبع يحبون الطفلة ويخافون عليها مثلنا، لكنني في السنة الماضية وجدت عندهم لامبالاة بعض الشيء، ربما لأنها كانت صغيرة، المهم أني أكاد أجن كلما خطرت هذه الأفكار على رأسي، وأنا مشتاقة لأهلي وأخواتي وأمي، وهم ينتظروني على أحر من الجمر.
أنا سأنفذ ما تقولون، وأنتظر مساعدتكم، آسفة على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حرصك على سلامة ابنتك وتخوفك من أن يقع لها مكروه أمر طبيعي وهو مقتضى الأمومة، لكن المشكلة لديك هو التخوف الزائد والذي تطور إلى وسواس يقلقك ويفسد عليك راحتك، ويقف حاجزا أمام زيارتك لأهلك، وعلاجه هو قطع التعمق فيه، وعدم الاسترسال معه، وأخذ الاحتياطات اللازمة، والحذر أثناء زيارة البنت لجدتها فقط.
إن المطلوب من المسلم الأخذ بأسباب السلامة حتى لا يقع له مكروه، ولكن يبقى توكله على الله واعتماده عليه وحسن ظنه بالله عظيم؛ لأن الاعتماد على الأسباب شرك بالله، كما عليه أن يؤمن بقضاء الله وقدره، ومن آثار هذا الإيمان هو الرضا والتسليم لأقداره بعد الأخذ بالأسباب.
وما يحصل للإنسان إنما هو بقدر الله، وإذا أراد الله للعبد شيئا لا يمنعه أحد، وعليه فأنصحكم بالسفر وزيارة الأهل، والأخذ بأسباب حماية البنت من الخطر مع كمال توكلكم على الله فهو الحافظ سبحانه.
وفقكم الله جميعا لما يحب ويرضى.