أشعر بالخوف ولدي صعوبة في التركيز
2018-07-01 05:24:02 | إسلام ويب
السؤال:
بِسْم الله الرحمن الرحيم.
شاب، عمري 22 سنة، أعاني من الخوف الشديد عندما أقابل أي شخص، وعندما أمشي في الطرقات، فكل ما أتت سيارة أو أحد مار بجانبي تتزايد سرعة دقات قلبي (خفقان) لدرجة إن أتى أحد من أصدقائي أحاول بقدر الإمكان أن لا أواجه، وأتلعثم في الكلام؛ لدرجة أنني لا أستطيع التعبير وإيصال المعلومة، وأواجه صعوبة في التركيز بعيون المخاطب بالكلام، علما أن أصدقائي قليلون جدا.
وفِي التجمعات أيضا والمساجد أحس أنني محط أنظار الناس، وإن رِن هاتفي تزداد دقات قلبي، ومرات كثيرة لا أرد على الهاتف، وأعاني أيضا من تأنيب الضمير المبالغ فيه، وأمارس الاستمناء، وحاولت أن أترك هذه العادة كثيرا ولكن لن أستسلم، وبإذن الله سوف أتركها.
أريد أن أقدم على وظيفة، ولكنني أفكر كثيرا بالعمل، وبماذا سيحدث لي في بيئة العمل إذا توظفت، ودائما ما أقارن نفسي بالآخرين وبإخواني أيضا على أساس أنهم أفضل مني، ليس لدي ثقة في نفسي، وفِي الفترة الأخيرة زادت هذه الحالة، لدرجة أنني لا أستطيع النوم بالرغم من أنني مرهق، فأكون في الفراش أتقلب لمدة 9 ساعات أو أكثر، ولقد ضعف تركيزي جدا، ودائما ما أحرك رجلي من التوتر، وكل مرة أحاول أن أخبر فيها أحد أفراد العائلة ولكن لا أستطيع.
أرجوك أفدني يا دكتور محمد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك تعاني نوعًا من أنواع القلق الاجتماعي، وما زيادة ضربات القلب إلَّا عرض للقلق الذي تحس به –كما ذكرتَ– عند مقابلة الناس أو المشي في الطرقات، وتلعثم الكلام أيضًا عرض من أعراض القلق.
الحمد لله أنك تحاول بشدة إيقاف عادة الاستمناء، وإن شاء الله تعالى تُوفَّق في هذا.
حاول أن تتوقف عن المقارنة بينك وبين إخوتك –أخي الكريم– فكل شخص له قدراته وله دوره الذي يؤديه في الحياة، والناس ليسوا على درجة واحدة {ولا يزالون مختلفين إلَّا من رحم ربك ولذلك خلقهم} انظر إلى الأشياء الإيجابية في نفسك، وقد تراها كثيرة جدًّا، ولا تحاول أن تنظر إلى نفسك نظرة سلبية وتفقد الثقة في النفس.
أرى أنه إذا تحدَّثت إلى أحد أقاربك فهذا قد يكون مفيدًا جدًّا، بمجرد الكلام عن المشكلة هذا يُعتبر نوعًا من الحل، ويُساعد كثيرًا جدًّا، وقد تجد أن أقاربك أو أهلك دائمون لك بدرجة كبيرة، فأؤيدك بشدة في أن تتكلم مع من ثق فيهم، ويكون أقرب أكثر إلى نفسك لهذه المشكلة.
ولا أرى في الوقت الحاضر أنك تحتاج إلى أدوية –أخي الكريم– كل ما تحتاجه هو أن تحاول أن تتحدَّث –كما ذكرتُ– إلى أحد أقاربك، أن تحاول المواصلة في الذهاب إلى المساجد، للصلاة، ولا تتجنب ذلك، قراءة القرآن، الذكر والدعاء، ورياضة المشي، رياضة المشي مهمة جدًّا للاسترخاء، فإذا تحسَّنت هذه الأشياء ورجعتْ إلى طبيعتها فبها، وإلَّا فما عليك إلَّا مقابلة طبيب نفسي لمزيد من التقييم لك، ولمعرفة إذا كنت تحتاج إلى دواء أم لا.
وفقك الله وسدد خطاك.