نصيحة لفتاة بنسيان شاب تعرف عليها ثم تركها

2005-07-17 10:23:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أرجو من الشيخ موافي عزب أن يرد على استشارتي.
هذه الحالة حدثت مع صديقة لي، ولم أستطع إقناعها بنسيان الأمر، وأريد رأيكم فيه؛ لأني لم أفهم سبب تصرف الشاب.

لقد تعرفت هذه الفتاة على شاب، وكان يبلغ من العمر 32 سنة، متعلم ويصلي كما قال لها، من بداية معرفتهما كان قد رآها مرةً واحدة فقط، وكانت شخصيتها قوية، وكان هو خجولاً جداً، ولقد رآها بالصدفة وهي ذاهبة لمراجعة الطبيب، وطلب منها أن يمشي قليلاً معها، فرفضت لكي لا تعرض نفسها للخطأ، وقد ظهر من تصرفه أنه أُعجب بها، لكنها لم توافق على مقابلته، وكانت ملتزمة جداً معه، وقد عرف كل شيء عن عائلتها دون أن تخبره، ولم يوافق على إخبارها كيف تعرف على عائلتها، رغم أنه كان خجولاً، وظهر أنه لم يختلط مع الفتيات كثيراً، ومن ثم ابتعد فجأة فلم تكترث بذلك.

وبعد شهرين بعث لها شخص على إيميلها ليتعرف عليها، ولكنها لم تكترث، ثم اعترف لها أنه هو، وأنها شغلت كل تفكيره، وبعد يومين سألته: لماذا ابتعد؟ فقال أنه كان يعتقد أنه لم يعجبها، ولأنها لا تريد التسلية سألته: ماذا يريد منها؟ فعاد وابتعد ثانية، ولم تفهم لماذا كل ذلك، مع العلم بأنها لم تعطه إيميلها سابقاً، ولم يقل لها كيف عرفه، وشعرت بأنه كان يراقبها، وهو الآن مبتعد لكنها تفكر به كثيراً، فماذا تفعل؟ حاولت الحديث معه لتعرف لماذا كل ذلك، فلم يجبها، والآن كل تفكيرها فيه فكيف تنساه؟ مع العلم بأن هذه الحكاية حدثت قبل أسبوعين فقط، كيف تنساه؟

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يهيئ لك ولصديقتك من أمركما رشداً، وأن يقدر لكما الخير ويرضيكما به، وأن يلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإنه لا خير في شاب لا يأتي البيوت من أبوابها، ويطلب يد الفتاة من وليِّها، وإذا عرف هذا الشاب عن عائلتها فمن واجبها وأهلها أن يتعرفوا على الشاب وأسرته، ومن هنا كان حرص الشريعة على أن يكون الزواج عن طريق الأولياء من الرجال فهم أعرف بالرجال.

وأرجو أن نلاحظ أن هذا الشاب ابتعد عنها لأنها لا تريد التسلية، وهذه الكلمة تدل على أن هذا الشاب يريد أن يلعب بعواطفها ويقضي معها وقتاً فقط ثم يتركها وهي تعض أصابع الندم.

وقد أعجبني في هذه الفتاة حزمها وإصرارها على إبعاد الشبهة عن نفسها، وهكذا ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة؛ فهي كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، ومن وقف مواقف التُّهم فلا يلومنَّ إلا نفسه.

ولست أدري كيف تتعلق بشاب تتقلب مشاعره في أسبوعين بهذه الطريقة؟ فهذا نوع من الشباب يعاني من اضطرابات في الشخصية ولا يؤتمن أمثال هؤلاء على مسؤوليات الأسرة.

ونحن ننصح هذه الفتاة بأن تشغل نفسها بالمفيد، ولتعلم أن رزقها سوف يأتيها فما عليها إلا أن تحسن علاقتها بالله وتجعل الدين ميزاناً ومقياساً لكل طارقٍ لبابها، وإذا كان في هذا الشاب أو في غيره خير فعليهم أن يأتوا البيوت من أبوابها، ويواجهوا الرجال ويعلنوا رغبتهم الشريفة في الارتباط في وضح النهار، وبالوسائل المشروعة التي يرتضيها الرجال الأطهار.

وليس من الصواب البحث عنه أو محاولة معرفة أسباب اختفائه وانقطاعه؛ فإن ذلك يشجعه على اللعب بعواطفها ويجعلها طالبة ذليلة، والإسلام أرادها مطلوبة غالية عزيزة، وأحسن من قال:

إذا المرء لم يلقاك إلا تكلفاً *** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

إن التفكر في المقاصد الكبيرة ينسي صغائر الأمور، وعمارة القلب بذكر الله وطاعته تشغله عن التفكر في الحطام.

والله الموفق.

____________________________
ملاحظة: نعتذر لك أختي الفاضلة على عدم إجابة الشيخ موافي عزب، بسبب سفره خارج البلاد.
وقد تفضل الدكتور أحمد الفرجابي بالإجابة الوافية الشافية.

www.islamweb.net