أعاني من قلق وتوتر واضطراب بالدورة فما الحل؟

2018-09-02 06:20:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

عندي مشكلتان مرتبطتان ببعضها البعض، فأرجوكم ساعدوني في أقرب وقت فأنا على حافة الجنون بسببهما.

أولا: أصبحت كثيرة التوتر والقلق بشكل غريب، أشياء تافهة جدا لا تستحق أن أقلق بعدها؛ مثلا عند قراءة رواية، الأصوات العالية والصراخ أصبحا يصيباني بالهلع والرعب، سابقا كنت أنزعج فقط كأي شخص عادي من الأصوات المرتفعة، والآن أشعر برعب كبير وكأني رأيت شبحا، وأشعر بغصة في حلقي، وأحيانا أنخرط في بكاء كبير، بالله عليكم أخبروني ما الذي جرى لي؟ هل هو مرض القلب؟ فهو كما أعرف يجعل صاحبه لا يتحمل أي ضغط أو قلق.


ثانيا: عندما أتوتر أو أقلق أو أبكي تأتي الدورة الشهرية سريعا بعد يومين أو ثلاثة حتى في غير موعدها، وأحيانا لم يمض على مغادرتها سوى أيام فقط، وأعراض الدورة أشعر بها بعد دقائق من البكاء أو التوتر، وفي أفضل الأحيان بعد ساعات لا غير.

سابقا لم أكن هكذا بل كنت كثيرة البكاء والحزن لأتفه الأسباب ومع ذلك لم يكن يصيبني شيء، بصراحة تعبت جدا، أحزاني كثيرة، ومع ذلك لا أستطيع البكاء وحتى التفكير فيما أصابني أصبح ممنوعا إذ يجب علي بمجرد حدوث شيء يصيبني بالتوتر والقلق أن أسبح في الخيال، وأتخيل أني سعيدة جدا أو أني في رحلة جميلة، وإلا جاءت الدورة وأعراضها.


وليست الدورة الشهرية وحدها، بل أيضا رائحة العرق -أكرمكم الله- فما إن أتوتر إلا وتنبعث مني رائحة العرق الكريهة حتى ولو كنت في فصل الشتاء القارص، وتبقى مدة ساعات ثم تذهب، أرجوكم أعصابي لم تعد تتحمل لدرجة أني أصبحت أفضل الجنون على ما أنا فيه.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما تبين لي من رسالتك - أيتها الابنة الفاضلة- فان الأعراض التي تعانين منها هي أعراض توتر وقلق وليست أعراض مرض في القلب, وهنالك احتمال كبير لأن يكون لهذه الأعراض علاقة بالتغيرات الهرمونية التي تحدث في جسمك خلال الدورة الشهرية, وبما أنك ذكرت بأن الدورة الشهرية عندك ليست منتظمة, فقد تنزل في وقت غير متوقع بالنسبة لك, فإنني أرى من الأفضل أولا التأكد من عدم وجود خلل هرموني ما في جسمك يؤثر على انتظام الدورة، ويكون هو السبب في حدوث مثل هذه الأعراض بنفس الوقت, لذلك يجب عمل التحاليل التالية:
CBC-BLOOD SMEAR-RBS-VITAMIN-D-
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-PROLACTIN-DHEAS
ويجب أن يتم عملها في ثاني أو ثالث يوم من نزول الدورة، وفي الصباح.

إذا تبين بأن التحاليل طبيعية، ولا يوجد خلل في الغدة النخامية أو الدرقية أو الكظرية، أو في هرمون الحليب, فهنا يمكن القول بأن الحالة عندك هي حالة نفسية وتسمى ب(متلازمة ما قبل الطمث).

هذه المتلازمة تحتوي على أكثر من 150 عرضا مختلفا, يمكن أن تحدث قبل نزول الطمث أو خلاله أو بعده, ومن ضمنها (الشعور بالحزن, العصبية, التوتر, الغضب, سرعة الانفعال, كثرة التعرق, الصداع, ضيق الصدر، انتفاخ الثدي, انتفاخ البطن, آلام المفاصل واضطرابات النوم, وغير ذلك) وقد يحدث منها عرض واحد فقط، أو قد تجتمع عدة أعراض معا.

سبب هذه المتلازمة أو الأعراض هو: حدوث تغير مفاجئ في مستوى بعض الهرمونات (ارتفاعا أو انخفاضا) وذلك في الفترة التي تسبق أو تلي الدورة.

وللتخفيف من الأعراض أنصحك بما يلي:
1- تعلم كيفية عمل تمارين الاسترخاء وممارستها بشكل منتظم ويومي.

2- ممارسة الرياضة بشكل يومي، واختاري منها ما تحبينه مما لا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، وتقاليد مجتمعنا.

3- تناول الأطعمة الصحية مثل الخضار والفاكهة والبروتينات, مع التقليل أو الابتعاد عن السكريات البسيطة والدهون, وتفادي الأطعمة المعلبة والتي تحتوي على ملونات ومنكهات.

4- تقليل كل ما يحتوي على مادة xanthine والكافيين مثل: (الشاي, القهوة, المشروبات الغازية, الشكولاتة وغير ذلك).

5- تقليل تناول الملح وخاصة قبل موعد الدورة بأسبوع.

6- تناول حبوب الكالسيوم ca بمقدار 1200 ملغ يوميا والمغنيزيوم mg بجرعة 100 ملغ يوميا, وفيتامين ب6 B6 بجرعة 50 ملغ مرتين في اليوم.

7- ويمكنك تجربة تناول بعض الحبوب المكونة من مكملات غذائية ونباتات طبيعية, واختيار ما تشعرين أنك قد تحسنت عليه, وهذه الحبوب تصنع من قبل شركات كثيرة؛ حبوب تسمى سانت ورت جونز st. johns wort بجرعة 300 ملغ, مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم بشكل متواصل (وأنصحك بتجربة هذه الحبوب كخيار أولي) فإن لم تفدك فيمكنك الانتقال إلى الخيارات التالية:
- حبوب بلاك كوهوش black cohosh عيار 40 ملغ مرتين في اليوم بشكل متواصل.
- حبوب تسمى كافا kavaعيار 60 ملغ حبة واحدة يوميا, من فترة التبويض إلى غاية نزول الدورة.
- حبوب جينكو ginkgoعيار 80 ملغ حبة واحدة يوميا أيضا من فترة التبويض إلى غاية نزول الدورة.

كما يمكنك تناول حبوب البروفين أو ما يشابهها؛ فهذه الحبوب تعاكس عمل بعض المواد الكيميائية التي تسبب التوتر والقلق, ويمكنك تناولها قبل الوقت الذي تبدأ فيه الأعراض عندك بيوم, والاستمرار في تناولها خلال فترة الحيض, فبهذه الطريقة قد لا تحدث الأعراض, وإن حدثت, فقد تكون خفيفة, بإذن الله تعالى.

إذا لم يحدث أي تحسن على كل ما سبق, وكانت تلك الأعراض تؤثر سلبا على مسار حياتك وعلى علاقتك بالآخرين, فقد يكون من الضروري هنا البدء بتناول علاج دوائي مثل حبوب (البروزاك أو استالوبرام)، لكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيبة المختصة, لتحديد الجرعة المناسبة لك، وللبدء بها بشكل متدرج.

أسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

www.islamweb.net