كيفية تقييم المرأة لمن يتقدم لخطبتها
2005-06-29 13:36:19 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم لخطبتي شاب لا أعرف عنه شيئاً، أخشى أن يكون عكس ما يدعي من الالتزام، هل يكفي أن أصلي صلاة الاستخارة؟
بماذا تنصحونني خاصة أنني أعيش وحدي هنا في بريطانيا ولا يوجد من أستطيع الاعتماد عليه في السؤال عن هذا الشخص؟
عمري الآن 33 سنة، وقد تكون هذه فرصتي الأخيرة في الاستقرار وتكوين أسرة، أنا في حيرة من أمري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amnaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
لن تندم فتاة تستخير ربها وتلجأ إليه، وذلك لأنها تطلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، وأرجو أن تجدي من أهل الخير من يساعدك على معرفة أحوال هذا الخاطب، فإن الرجال أعرف بالرجال، ومن حق أهل الفتاة أن يطلبوا فرصة حتى يتمكنوا من السؤال عن الشاب وعن أسرته ودينه وقدرته على تحمل المسئوليات، كما أن من حق الفتى أن يختار صاحبة الدين، ويعرف مدخلها ومخرجها وأحوال أسرتها.
لا شك أن هناك أشياء تعرف للوهلة الأولى خاصة إذا كان هذا الشاب جاء البيوت من أبوابها، وحرص على التعرف على أسرتك وأهلك، كما أن حرص هذا الشاب على الارتباط بفتاة متدينة دليل آخر من دلائل الخير.
من حق الفتاة وأهلها محاورة الشاب لمعرفة مدى التزامه، وحبذا لو كان ذلك الحوار قبيل وقت الصلاة فإذا حضر وقتها ذكروا أمر الصلاة وقاموا إليها، وعندها سوف يتبين حرص الشاب على الصلاة واهتمامه بأمرها.
الإنسان يحكم عليه بكلامه حتى قال بعضهم: (تكلم نعرفك)، وقال الشاعر:
لسان المرء ينبئ عن حجاه ووعي المرء يستره السكوت
يعرف الإنسان من خلال مظهره فهو دليل على ما في المخبر غالباً، وقد تكلم ابن القيم عن علاقة المظهر بالمخبر.
يعرف الرجل بطريقة مشيه على الأرض، وهذا قد أشار إليه ابن القيم عندما تكلم عن مشية النبي صلى الله عليه وسلم ودلالتها على علو الهمة والجدية والثقة، وفرق كبير بين من يمشي وهو يلتفت يمنة ويسرة، وبين من يمشي سوياً على صراط مستقيم فهو يسير بخطوات واثقة ونفس مستقرة، حتى قالوا إن التزام السائق بالخطوط الأرضية والعلامات المروية دليل على استقراره النفسي.
أرجو أن يشاركك في الحكم على الشاب كبار السن ومحارمك من الرجال، كما أرجو أن نقدم حسن الظن، فالأصل في طالب العفاف هو الخير خاصة إذا كان في بلاد كل شيء فيها متاح، وكل وسائل الفساد والانحلال متوفرة.
تستطيعون أن تعرفوا انضباطه في علاقاته الأسرية من خلال سؤاله عن والديه وشقيقاته وعماته وخالاته، وذلك لمعرفة درجة الوفاق العائلي في أسرته؛ لأن الاستقرار الأسري للآباء والأهل غالباً ما يولد استقراراً في حياة الأبناء الأسرية، وعليه فإننا نستطيع أن نستدل على أحواله بالانطباع الأول الذي وقع في نفسك تجاهه وباصطحاب هذه الإشارات وغيرها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
والله ولي التوفيق السداد!