أشعر بضيق التنفس والصدر عند ترتيل القرآن فبماذا تنصحونني؟
2018-09-19 05:53:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مصابة بداء الفصام، أصلي وأقرأ القرآن -الحمد لله-.
منذ فترة سمعت بأن قراءة القرآن دون الأحكام والترتيل لا تجوز، لذلك بدأت بتعلمها منذ فترة، أتعلم الترتيل بالبيت، إلا أنني الآن حين أرتل في الصلاة أشعر بضيق التنفس والصدر، فبماذا تنصحونني؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
ما دام قد تمَّ تشخيصك بمرض الفصام فعليك بالمتابعة مع الطبيب النفسي، تُعتبر المتابعة وتلقي العلاج اللازم، واتباع الإرشادات الطبية أمر هامّ، وأنا أبشرك أن مرض الفصام ليس بالسوء الذي يعتقده الكثير من الناس، مرض الفصام يمكن أن يُعالج، ويُعالج بصورة جيدة جدًّا، ويمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية، ما دام يتناول علاجه ويتبع ما يُقال له من إرشاد وتوجيه.
ولابد أن يكون لديك الدافعية من أجل أن تكوني إيجابية، لا كسل ولا تكاسل، ولا تأجيل للأمور، انضباط ممتاز، وتطبيقات حياتية إيجابية، وتنظيم للوقت، هذا مهمٌّ جدًّا، والتخلُّص من الفراغ النفسي والذهني والزمني ضروري جدًّا.
الحمدُ لله تعالى الآن توجد أدوية فاعلة جدًّا لعلاج هذا المرض، و-الحمد لله- أن مئَالات هذا المرض والاستجابة للعلاج أفضل كثير في النساء من الرجال.
بالنسبة لموضوع تلاوة القرآن وأهمية أن يكون الإنسان مُجوّدًا للقرآن: هذا أمرٌ لا شك فيه، وأنا سوف أحيل هذه الجزئي من سؤالك ليفيدك أحد الأخوة المشايخ بما هو ضروري وواجب، ولابد أن تتعلمي القرآن على معلِّمة، هذا مُهمٌّ جدًّا.
شعورك بالضيق في التنفُّس والضيق في الصدر أثناء الصلاة: هذا قد يكون مجرد قلق، لكن بذكر الله تطمئن القلوب.
أقْدِمي على صلاتك بكل خشوع واستعدي لها بتحسين الوضوء، وتدبَّري القرآن، هذا مهمٌّ جدًّا، وتناول العلاج الدوائي بانتظام يزيل عنك هذا الذي تشتكين منه تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. محمد عبد العليم .. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
تليها إجابة: د. مراد القدسي .. مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مرحبا بك في موقع الشبكة الإسلامية، وكان الله في عونك. والجواب على ما ذكرت:
لا شك أن قراءة القرآن بضبط وإحكام على يد متقن للقراءة مطلوب شرعا، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتلقون القراءة من النبي -صلى الله عليه وسلم- مشافهة، فقد جاء في الحديث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"، [رواه ابن ماجه].
وعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقْرَأَنِيهَا، وَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ، حَتَّى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ لِي: "أَرْسِلْهُ"، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اقْرَأْ "، فَقَرَأ، قَالَ : هَكَذَا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قَالَ لِي: "اقْرَأْ"، فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ"، [رواه البخاري].
ولقد أحسنت بكونك تقرئن القرآن الكريم بإحكام وترتيل، واحرصي أن تقرئي على يد أخت متقنة لقراءة القرآن الكريم.
أما ما تجدين من ضيق التنفس عندما ترتلين القرآن في الصلاة، فهذا الضيق لا يخلو من حالين:
الحالة الأولى: أن هذا الضيق لعدم التعود من قبل في ترتيل القرآن، فبعض من يقرأ بترتيل يجد صعوبة في التنفس، ثم يوشك أن يزول مع الأيام، وخاصة إذا كنت مداومة على القراءة، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
أو أنه قد يكون لديك التهابات في الجيوب الأنفية أو الحلق، فالقارئ للقرآن عندما يقرأ يكتم نفسه، فإذا كان يأخذ وقتا طويلا في كتم النفس فإنه يشعر بالضيق في صدره، فيمكن أن تراجعي طبيب مختص في أمراض الصدر.
الحالة الثانية: أن من يجد ضيقا في التنفس عند قراءة القرآن أو في الصلاة، فهذه من أعراض وجود مرض نفسي، وقد يكون القارئ مبتلى بمرض العين أو مس شيطاني، وعلاج هذا بالاستمرار في القراءة، وأيضا بالمداومة على قراءة الرقية الشرعية من قراءة سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات، كل يوم صباحا ومساء.
وفقك الله لمرضاته.