ابتليت بالمرض وكراهية الحياة ووالديّ، فهل هناك أمل في إصلاح ذاتي؟
2018-09-27 06:36:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 24 سنة، عشت حياة تعيسة جدا، كانت طفولتي جميلة، وكان لدي أحلام وطموحات كثيرة، ولكن حياتي تغيرت عندما وصلت مرحلة المراهقة، حيث أصبت بمس شيطاني وأمراض نفسية وجسدية، وسببت لي هذه الأمراض حبوبا في جسدي.
أمي كانت قاسية معي وتكرهني، ولَم تساعدني عندما كنت بحاجة لمساعدتها، أمي أصبحت أفضل معي الآن، صارت طيبة، فقد كانت لا تصدقني عندما أشكو إليها وتتهمني بالجنون، وإني أمثل، لكني لا أحبها.
أما أبي فقد كان طيبا معي في طفولتي، لكن عندما كبرت أصبح يكرهني، وأعتقد أن أمي حرضته علي، فصرت لا أحبه.
فشلت في دراستي ولم أستطع إكمالها بسبب هذه المشاكل، وأنا الآن أتعالج، وأمراضي بدأت تقل، لكنني حزينة ودائما أبكي، لم أكمل دراستي ولم أتوظف ولم أتزوج، أريد أن يكون لي أمل في الحياة، أنا أصلي وأقرأ القرآن وأستمع إليه -والحمد لله- وأعلم أن هذا قضاء الله وقدره، ربما أكون أكثر أهل الدنيا بلاء، لكن أشعر بأن هناك جمرة في قلبي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Jenefer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، وكان الله في عونك.
- ما حصل لك إنما هو من ابتلاء من الله تعالى، ولقد أحسنت أنك استعنت بالله وأنك تصلين وتقرئين القرآن، والعلاقة مع الوالدين بدأت تتحسن، كل هذه العوامل ستجعل حياتك إلى الأحسن -بإذن الله- فأبشري بخير.
- ينبغي علينا أن يكون لدينا تفاؤل وحسن ظن بالله، وأن حياتنا ستكون إلى الأفضل، فأكثري من الكلمات الطيبة ولا تقولي عشت حياة قبيحة، وإنما قولي حياة فيها ابتلاء، وكرري كلمات تقولينها وتسمع منك أن الله معي، وأني أقدر على تحقيق أمنياتي.
- عليك أن تزدادي قربا من الله بطاعته وامتثال أمره، فإنه (من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، كما أن عليك كثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يرزقك السعادة ويوفقك في حياتك، وأكثري من الاستغفار ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
- كما أن عليك أن تواصلي قراءة الرقية الشرعية من قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات حتى تتخلصي من المس، ومن أنفع الأدوية في ذلك أن تقرئي الفاتحة سبع مرات، وآية الكرسي ثلاث مرات، والمعوذات ثلاث مرات على كوب ماء ثم تشربينه، كرري هذا ثلاث مرات في اليوم في الصباح وبعد العصر وليلا، و-بإذن الله- يذهب عنك ما تجدين من أعراض المس والحرارة التي تجدينها في جسمك.
- عليك بالمسامحة والعفو للوالدين، ونسيان ما حصل من قسوة منهما، فلعلهما يظنان أن هذا الذي فعلانه نوع من التربية لك، ولم يكونا يدركان طبيعة المرض الذي تعانين منه.
- الأمل في صلاح الحياة أمامك ما زال ممكنا، ويمكن أن تكوني أحسن حالا، فلا تيأسي من رحمة الله، وما عليك إلا عمل ما يمكن عمله من إكمال الدراسة إذا كان ممكنا، أو أن تدخلي بعض الدورات النافعة التي يمكن أن تتعلمي منها مهنة يمكن أن تكون معينة لك في الحصول على وظيفة، وأما موضوع الزواج فهذا يحتاج منك أن تكثري من الدعاء أن يرزقك بزوج صالح وابشري بخير -بإذن الله-.
وفقك الله لمرضاته.