التوتر الاجتماعي وقلة الثقة المرضية ينغصان عيشي!
2018-10-02 10:26:05 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالب وبعمر 17 عاماً، مشكلتي أني لم أعتد على البنطلونات الضيقة التي ترتديها الفتيات، سواء أكن فتيات المدرسة أم الشارع، وتشعرني بتوتر شديد.
علماً أنها لا تثيرني، كما أني بارع في غض البصر في الشوارع، (ولكن أحياناً أتوتر فأُبالغ قليلاً مع أن الأمر لا يستحق).
الحمد لله، لقد خرجت من دوامة العادة السرية بعد 4 سنوات، وقضيت تماماً على عادة مشاهدة الأفلام السيئة، وأصلي دائماً الفجر، وأصوم في رمضان، وفي كل المناسبات -والحمد لله-.
أنا شخصية انطوائية غريبة الأطوار؛ ذلك لأني أعاني من التوتر منذ صغري، وأجلس على الأجهزة كثيراً حتى أصبحت مجالي وهدفي؛ فينقصني الكثير من المهارات الاجتماعية، واشتد بي هذا الأمر كثيراً في العامين الماضيين، في البداية لم أكن أستطع النظر إلى وجه أي أحد وأتوتر بشدة إن حاولت، ثم لا أستطيع النظر إلى وجه أي فتاة حتى الآن.
عالجت الموضوع إلى مستوي لا بأس به، بالرغم من التوتر من الجنس الآخر الشديد وتجاهلهن باستمرار، والفزع حين أراهن ينظرن إلى -في الطبيعي في أغلب الأحيان-.
كما أن لدي تجارب سابقة جعلتني لا أستطيع أن أنظر إلى المدرس أثناء الشرح إطلاقاً، ولا أستطيع التركيز في الحصة جيداً إلا إذا كان المدرس يعطيني الثقة المطلوبة (وذلك مدرس واحد فقط)، علماً أن والديّ منفصلان، وأعيش مع أمي وأختي.
ملخص مشكلتي: أني أخاف من رأي الذي أمامي وتفكيره بي بسبب تجارب سابقة، ولا أستطيع التخلص من ذلك والتعامل بطبيعية دون توتر، ولا أستطيع أن أكون اجتماعياَ إطلاقاً! بسبب ذلك التوتر.
أسباب ذلك يأتي من قلة الثقة بالنفس؛ لأن انعدامها بسبب المرحلة المرضية تلك -والحمد لله على كل حال- (وإن كنتم تسمحون بجانب الإجابة التواصل معي على الخاص).
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سماتك الشخصية وعاداتك تستطيع أن تُغيِّرها؛ لأنها أمور مكتسبة وليست فطرية، وليست جِبلِّيَّة. ما تُعاني منه هو نوع من قلق المخاوف والوساوس، لكنه من درجة بسيطة، وأهم خطواتٍ يجب أن تتخذها لتشعر أنك أكثر ثقة بنفسك هو أن تكون لديك رفقة طيبة من الشباب الذين هم في عمرك، وأقصد بذلك الذكور، ويجب أن يكونوا من أصحاب الأخلاق الطيبة والفاضلة، الإنسان يتعلَّمُ من خليله، فالرفقة الطيبة مهمَّةٌ جدًّا بالنسبة لك في هذه المرحلة.
طبعًا جُهد الوالدة والأخت التربوي لمساعدتك هذا أمرٌ مُقدَّر، لكن لابد أيضًا أن تكون التربية فيها نوع من المنابع الذكورية، بمعنى أن تتعلَّم ممَّن هم حولك من الذكور ومن المعلِّمين، وإن كان لديك أقرباء كالإخوان مثلاً أو الأعمام أو غيرهم تستفيد منهم لتبني شخصيتك وتبني كيانك النفسي الداخلي، هذا ضروري وضروري جدًّا.
أنت الحمد لله تُصلي وملتزم بذلك، أيضًا إمام المسجد يمكن أن يكون قدوة لك، إذا انضممتَ لبعض حلقات تحفيظ القرآن بأي مركزٍ من مراكز تحفيظ القرآن، أو لأي جمعية فيها نشاط ثقافي واجتماعي جيد، يمكن أن تتعلَّم منها الكثير، وتُدرِّبُ نفسك على المواجهة، وتحسّ بالطمأنينة والأمان.
ممارسة رياضة جماعية ككرة القدم وُجد أيضًا أنه مفيد جدًّا لبناء النفس وتطويرها وتحسين المهارات الاجتماعية وغيرها.
بهذه الكيفية وهذه الأساليب تستطيع أن تتغيَّر، ولا تُقلِّل من قيمة نفسك. وموضوع الفتيات..هذا أمور أصلاً يجب ألَّا تكون شاغلة لك؛ لأنها ليست ذات أهمية حقيقة، لا تتوجَّس ولا تُقلِّل من قيمة نفسك أبدًا.
موضوع أنك لا تعتاد على لبس البنطالون الضيق: البنطالون الضيق أصلاً ليس أمرًا جيدًا، ولا أريدك أبدًا أن تَنجرَّ أو تنخرطَ أو تُتابع الذين يُروِّجُون لمثل هذا النوع من الملابس، الْبس ما يُريحك، والبنطالون المعقول الذي لا يُظهر العورة الغليظة أو عورات الجسد عامة هو الأفضل، فلا تهتم بما يُقال أبدًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.