علاقتي بزوجتي قاربت الطلاق بسبب مشاكل الأهل، فكيف أتدارك الأمر؟
2018-10-03 07:30:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 30 سنة، تزوجت منذ شهرين، زوجتي لا زالت في بيت أهلها تحضيرا للزفاف، التقينا في بيتنا مرتين بالتحديد، فنشب خلاف بيننا حيث طلبت إغلاق غرفتنا أثناء غيابنا، فرفضت نظرا لما سينتج عنه من سوء الظن من طرف أهلي من عدم ثقة زوجتي، أو خوفها من أهلي، ففكرة إغلاق الغرف غير مقبولة عند أهلي.
تدخل أهلها فنشب شجار بينها وبين والدتي، حيث أن زوجتي رفعت صوتها على والدتي أمام الجميع، لم تحترم والدي أو والديها، والدتي قابلتها بالمثل، والمشكلة أن أهلها يلومون والدتي، ويقولون أنها عصبية، مع العلم أن ابنتهم أكثر عصبية وقليلة صبر.
أنا متفاهم مع زوجتي، والمشاكل يمكن إصلاحها، لكن والدينا يرون أن الاختلافات الموجودة بيننا لا يمكن التعايش معها، ولا يمكن إلا أن يتفاقم الوضع، ووالدتي ترى أنها لا تصلح للزواج، ونحن مجبران على الطلاق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
- من الأخطاء التي تحصل لدى البعض أن يتزوج الشاب إلى بيت أهله، ويسكن بغرفة مستقلة داخل ذلك البيت؛ لأن الزوجين لا يأخذان حريتهما، ومن هنا تنشأ مشاكل كثيرة بين الزوجين، وبين الزوجة وأم زوجها، وقد تصل إلى الأسرتين.
- لا تتعجل بالطلاق، وعليك بالتأني ففي التأني السلامة وفي العجل الندامة.
- أرى أن تجلس مع والدتك وتستثير عاطفتها، وتبين لها أن موضوع الطلاق بمثل هذا السبب ليس مبررا قويا، ثم إنه قد يؤثر على سمعتك، خاصة إذا انتشر الخبر، وبذلك ترفض الفتيات الزواج منك.
- اجتهد في أن تجلس مع أهل زوجتك بالتنسيق مع زوجتك، وابذلا ما بوسعكما لإصلاح ذات البين.
- لا بد أن تقنع أهل بيتك بأن من حق زوجتك أن تغلق غرفتها في حال عدم تواجدها في البيت، وليس صحيحا أن الغرفة تبقى مفتوحة، لأن هذا الأمر لن تقبل به أي فتاة، ولا علاقة للثقة بهذا الأمر؛ لأن هذه خصوصية.
- اقنع زوجتك بالاعتذار من والدتك فهي أكبر منها سنا، ثم إنها بحسب كلامك هي من بدأ برفع الصوت على والدتك، وردة الفعل قد تكون أمرا طبيعيا، وقد تكون والدتك معذورة إلى حد ما، ولذلك لو اعتذرت منها فستصفو الأجواء -بإذن الله-.
- إذا كان حصل هذا الإشكال قبل أن تزف زوجتك فكيف في حال العيش مع أسرتك في بيت واحد، لذلك أنصحك في حال ما إذا تزوجت أن تجتهد في أن يكون لك بيت مستقل.
- يقول عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا)، فأنصحك أن تشتري هدية رمزية تحبها والدتك وتكلف زوجتك بإهدائها لها، وستجد أن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحقق -بإذن الله تعالى-.
- اقترب من والدي زوجتك أكثر، وقم بالإهداء إليهما فالهدية تسل سخيمة الصدور.
- استعن بعد الله على والدتك بإخوانك وأخواتك من أجل إقناعها بصرف النظر عن مسألة الطلاق.
- تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة وسل الله سبحانه أن يلين قلب والدتك وزوجتك وأهلها، وأن يصلح ذات البين، وألح على الله وكن على يقين أن الله لن يخيب رجاؤك.
- الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في قضيتك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.