أعذب نفسي بسبب عدم استطاعتي على التركيز والدراسة، فما الحل؟
2018-10-17 09:19:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أعاني من عادة نتف شعر الرأس إذا كنت مستغرقة بالتفكير بشكل عميق، خاصة إن كان التفكير يتطلب عمقا واتساعا مثل المواد الرياضية والبرمجة، ولا أشعر بالراحة ولا أتلذذ بالنتف، ولكن ربما كان الألم الذي يسببه النتف يخفف التعب النفسي الذي أمر فيه وقتها.
تطور الأمر، وصرت أنتف شعري وأنا في قاعة الاختبار وليس فقط وقت المذاكرة، وتطور الأمر بعد ذلك إلى تعذيب نفسي بالضرب والتقريص، وقد راودتني فكرة حرق جزء من جسمي بالنار، فعلا أتمنى تعذيب نفسي بطريقة مؤلمة أكثر.
فدراستي تتطلب ملازمة الكتب وليس لدي وقتا، ومن داخلي أرفض المذاكرة، فأجبر نفسي وآخذ وقتا طويلا جدًا، لدرجة أني قد أقضي 10 ساعات، بينما في الحقيقة يتطلب لها ساعة تركيز واحدة، فالتركيز صعب بالنسبة لي، ولا أمتلك فطنة أو ذكاء حادا يساعدني غير الاجتهاد.
أعترف أن دراستي عذبتني نفسيًا وجسديًا، لكن الأمر وصل للتعذيب، ويبدو لي أن الوضع لو صار يعجبني سأستمر بفعله.
عندي هدف وهو تحصيل درجة عالية، وتبعات هذا الأمر هو التركيز والدراسة، انعزلت تمامًا عن العالم من البيت للجامعة والعكس، ومع ذلك أشعر بأني أقل من زميلاتي قدرة، وأن ما أفعله ليس له نتيجة، رغم أنه أكسبني عادات سيئة وصار وسواسا، فما الحل؟
دعواتكم أن الله يربط على قلبي ويصبرني، وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نتف الشعر قد يكون نوع من الوسواس القهري وهو مرض معروف، الإنسان قد تكون عنده رغبة شديدة جداً في نتف الشعر ويكون متوتراً وعندما ينتف شعره يرتاح، ولكن تعود الفكرة من جديدة وهكذا، أو قد يكون ينتف الشخص شعره لإحساس القلق والتوتر وهذا يريحه لفترة معينة، ولكن سرعان ما يرجع التوتر من جديد.
فعلى أي حال نتف الشعر مربوط بالوسواس القهري ومربوط بالقلق والتوتر، وهما بدورهما يؤديان إلى عدم التركيز، وهذا يفسر لماذا تستغرقين وقتاً طويل في المذاكرة، وكما ذكرت لا تستوعبين لأنك غير مركزة، فأنا لا أعتقد أن قدراتك العقلية مختلفة من زملائك أو هكذا، ولكن مشكلة عدم التركيز لها علاقة بما تعانين منه من توتر ووسواس قهري، فإذاً لا بد من علاج هاتين المشكلتين حتى يعود لك تركيزك، وحتى إن شاء الله تتقدمين في موضوع المذاكرة وفي دراستك، والعلاج يمكن أن يكون علاج دوائي أو علاج سلوكي يا -أختي الكريمة-.
ولك الحق في اختيار ما ترينه مناسباً، فما عليك إلا أن تقابلين طبيباً نفسياً لتقييم الوضع بصورة كاملة، ومن ثم اختيار الخطة العلاجية المناسبة لك، ونسأل الله أن يزيل هذا الكرب عنك ويوفقك في حياتك عامة وفي دراستك بصفة خاصة..
وفقك الله وسدد خطاك.