الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت.
بداية نحمد الله تعالى الذي وفقك لطلب العلم، ونوصيك بالاستمرار عليه وابشر بخير.
وبخصوص الخلاص من الوسواس فأنت قد علمت كيف الخلاص منه، والتزمت بذلك في مرة سابقة، وحصل لك تحسن فيه، ولذلك إذا عاد إليك، فعد إلى نفس طرق الخلاص منه من الاستعاذة بالله من شره، ومن ترك التفكير به، وزد إلى ذلك إذا جاءتك الخواطر التي تصادم العقيدة، وكما قلت يصعب عليك أن تتكلم بها، فعليك أن تكثر من قول آمنت بالله ورسوله، أو آمنت بالله ورسله.
ثم اعلم -أخي الكريم- أن الذي يأتيك من خواطر شيطانية انت تعلم أنها لا تضرك ولا يؤاخذك الله عليها، ولا تأثم إذا جاءتك، وكونك تكره ذلك، ولا يمكن تتكلم به فهذا علامة على وجود الإيمان بالله في قلبك، وأن هذه الخواطر لن تؤثر في إيمانك.
فقد قال بعض الصحابة -رضي الله عنهم- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: " وقد وجدتموه؟" قالوا: نعم. قال - صلى الله عليه وسلم-: " ذاك صريح الإيمان " رواه مسلم وفي رواية: " سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوسوسة. قال: " ذلك محض الإيمان " رواه مسلم.
ففي قوله صلى الله عليه وسلم: (ذلك صريح الإيمان ، ومحض الإيمان) قال النووي معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. فلهذا لا داع للخوف والقلق.
وهناك أمور لو حافظت عليها لذهب عنك الوسواس، مثل الإكثار من الذكر والمحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن والاستغفار، فإن الذاكر لله تعالى ينصرف عنه الشيطان؛ وتزول عنه الوسوسة.
قال ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل مَن توجَّه إلى الله، فينبغي للعبد أن يَثبُت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، قال تعالى: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، وكلما أراد العبد توجهًا إلى الله بقلبه، جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطْعَ الطريق عليه".
ومن طرق الخلاص من الوسوسة الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء بصِدق وإخلاص، كي يُذهِب عنك هذا المرض.
ثم أعلم -أخي الكريم- أن الوسواس قد يكون له سبب إما مرض نفسي وتحتاج إلى مراجعة الطبيب المختص، أو قد يكون لديك مرض العين أو المس، فإن الوسواس قد يكون من أعراضه، فعليك بالمداومة على قراءة الرقية الشرعية من قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات.
وأما ما ذكرت من موقف حصل مع أحدهم، ثم ندمت على ما جرى وتبت إلى الله ، فالله كريم يقبل التوبة عن عباده، وهو قد سترك، وهو أيضا يقبل توبتك ويعفو عنك، فلهذا لا داع للقلق والتفكير في الأمر واجتهد في إدخاله طي النسيان، واقطع التفكير به، وإذا ما طرأ لك شيء من التفكير فيه، فعليك بكثرة الاستغفار، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وسيذهب عنك ما تجد بإذن الله تعالى.
وللفائدة راجع علاج وساوس العقيدة سلوكيا: (
263422 -
283543 -
260447 -
265121).
وفقك الله لمرضاته.