آلام ووخز في الصدر لا أعرف سببها.
2018-11-26 06:02:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا عملت في مجال الصحافة لعدة أشهر، وكنت أحمل الهاتف بيدي لفترات طويلة تفوق الخمس ساعات من الكتابة، بعد فترة شعرت بآلام في صدري ممتدة من تحت الإبط بما في ذلك القفص الصدري للثدي، حيث يحوط الثدي بأكمله، وعند الضغط عليه أشعر بوخز شديد مثل الوخز في الدمامل، وبعد فترة بدأت أشعر بوجود حب صغير تحت الجلد مؤلم جدا، وكل هذه العوارض تسبب حرقة شديدة في كل وقت، وخاصة عند الحركة والنوم.
ارتحت لفترات طويلة ثم تركت عملي، وبدأت أشعر بتحسن ملحوظ حتى أنها اختفت في بعض المرات، لكني في بعض الأحيان أعاني منها تماما كما كانت في البداية، فهي تذهب وتعود، وخاصة مع الحركة.
أشعر أنني لن أتخلص منها، علما أنه كان لدي ارتفاع في هرمون الحليب، وأخذت له علاجا، وأصبح الآن ٣.٣ طبيعيا، أرجوكم ساعدوني.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك موجات كهرومغناطيسية منبعثة من الجوالات تسمى radio waves أو موجات الراديو، وهي موجات غير متأينة non-ionizing radiation، وتختلف عن الأشعة الصادرة من أشعة إكس والتصوير الطبقي، وهي موجات متأينة ionizing radiation أي التي تصدر أيونات وتعتبر أكثر ضررا من غير المتأينة.
وتأثير تلك الموجات على الجسم يبدأ من رفع درجة حرارة العضو القريب من المحمول مثل اليد والدماغ تماما مثلما يفعل الميكروويف لتسخين الطعام، إلا أن الدرجة أقل بكثير بالطبع، وللأسف الشديد زادت عدد ساعات حمل التليفونات حتى أصبح رفيقا حتى في ساعات النوم ليلا، ولا يمكن الجزم بالضرر الذي يؤدي إليه المحمول، ولكن قد يؤدي إلى جفاف في العيون، ويمكن غسل العيون بالماء البارد كلما سنحت الفرصة، واستخدام القطرات المرطبة عند الضرورة.
وقد يؤدي الالتصاق بالمحمول إلى الأرق واضطراب ساعات النوم، كما قد يؤدي إلى الصداع وآلام اليدين والرقبة؛ لكثرة ساعات انحناء الرقبة، كما قد يؤدي إلى زيادة الوزن، حيث يتم تناول كميات كبيرة من الطعام أثناء متابعة المحمول والمواقع والفيديوهات.
ومن الحلول التي تقلل مضار المحمول اقتصار مجال استخدام الأجهزة المحمولة على المحادثات الضرورية والقصيرة، مع استبدال الهاتف الأرضي بالجوّال، في شأن المكالمات الطويلة، وكلّما زادت المسافة بين الأجهزة المحمولة وبين مستخدميها، قلّ حجم الإشعاعات الموجّهة إلى الجهاز العصبي المركزيّ في المخّ، وقلّ الضرر على خلايا المخّ، ويُنصح باستخدام سماعة الرأس الخارجية عند التحدّث بالمحمول، وارتداء النظارة الطبية عند القراءة، للإقلال من الأثر السلبي للأشعة على العين، مع أهمية القراءة من الكتب الورقية.
ومن المهم في هذه المرحلة عمل فحص صورة الدم CBC وفحص فيتامين (د) وفيتامين B12 وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، وفي حال تعذر الفحص لا مانع تناول مقويات للدم مثل: حبوب Ferose F قرصا واحدا مرتين في اليوم لمدة شهرين، وأخذ فيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) جرعة 50000 وحدة دولية، وشرب المزيد من الحليب؛ لتقوية العظام، مع أهمية أخذ قسط كاف من النوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، ونوم القيلولة ظهرا قدر المستطاع.
والخلاصة فإن اقتصار مدة استعمال المحمول على عدة شهور بل وعدة ساعات في اليوم لن يترك ضررا على الجسم، والمهم التخطيط في المرحلة القادمة للبعد عن المحمول قدر المستطاع؛ لتجنب الأضرار التي نجهلها حتى الآن، كذلك من المهم عدم استخدام الهاتف المحمول كجرس تنبيه، وبل إبعاده تماماً عن غرفة النوم.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.