هل أنا مصاب بالفصام أم الوسواس القهري؟

2018-11-27 09:21:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أنا شاب أبلغ من العمر23 سنة، أصبت بالوسواس القهري منذ 4 أعوام، وسوف أسرد لكم قصتي من البداية إلى ما أنا عليه الآن.

في أواخر عام 2013، خرجت مع الأصدقاء وكنا مبسوطين جداً، حتى تناولنا العشاء، فأصبحت القطط تتزايد، وأنا بطبعي أكره القطط، وقمت بحذفها بالصخور حتى أبعدتها وأكملت عشائي.

عندما رجعت للبيت كنت شخص آخر، أصبت بوسواس الأفكار الجنسية مع المحارم، وبدأت معاناتي مع هذه الفكرة لمدة سنتين، وصارت تتجدد علي الأفكار، وكل فكرة بهذهِ الحياة وسوست بها، وكانت كلها هينة مقارنة بوسواسي قبل 9 شهور، حيث رأيت جاري -وهو شخص مريض بمرض عقلي وهو الفصام-، ورأيت تصرفاته، وأصبت بالهلع والخوف، وأصبحت أوسوس بهذا المرض لدرجة أني أصبت باختلال الأنية، وذهبت للطبيب وشخص حالتي بأنها وسواس قهري، وصرف لي دواء واستخدمته لمدة شهرين، وتوقفت عنه بسبب خوفي منه؛ لأنه يسبب لي أحياناً اكتئاب شديد وحزن، وأصبحت أوسوس بكل مرض نفسي.

قبل أسبوعين سمعت صوتا بالبيت، وكأنه صوت محرك سيارة أو محرك ثلاجة، وسألت أهلي هل سمعتم الصوت؟ قالوا لا، فوسوست أني مصاب بمرض الفصام، وجلست أقرأ عن أعراضه، وزادت حالتي سوءا، وأصبحت أوسوس وأشك بكل صوت، وأشك بكل شيء أمامي، لدرجة أي صوت أسمعه أسأل من حولي، هل سمعتم ذلك؟

البارحة كنت أكلم شخصا وسمعت صوتا عنده كـصوت أطفال يبكون أو يلعبون، وسألته عن هذا الصوت، فقال ليس عندي أحد، أنت مهووس وضحك علي، فأصبت بالحزن الشديد.

هل أنا فعلاً مصاب بمرض الفصام أو بمرض عقلي، أو أنه وسواس حقير يريد بهذه الأفكار أن يحزنني، ويدخلني بدوامة التفكير والخوف والقلق، علماً أني أفكر هل أنا مصاب بمرض الفصام؟

أصبحت حياتي لا معنى لها، ولا لون، وأحياناً أحس بتنميل بجسمي وأطرافي وكأن نملا يمشي على جسمي، وكوابيس لا نهاية لها، أتمنى بأن تفيدوني بحالتي هذهِ.

وشكراً لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

استشارتك واضحة، وقد سردتَّها بصورة منسَّقة ومنظَّمة ومحتواها مفيد.

أنت لديك قلق مخاوف وسواسي، هذا أمرٌ واضح جدًّا، من موضوع القطط وكل ما ذكرته يُشير إلى ذلك، وقلق المخاوف الوسواسي - أيها الفاضل الكريم - يعطي مشاعر: خوف، عدم طمأنينة، طيف وسواسي من التفكير، تأويلات وتفسيرات خاطئة، الخوف من الأمراض الشديدة خاصة العقلية.

فحالتك هي في هذا الإطار، وهذه الأصوات التي سمعتها ليست أصواتًا ذهانية، إنما حِدَّة القلق وحدَّة الملاحظة والترصُّد من جانبك لما يُدير في محيطك وتوقعاتك السلبية هي التي أسمعتك هذا الصوت، وهذه نسمِّيها بالهلاوس السمعية الكاذبة، وهي ليست نفس الهلاوس التي نراها عند مرضى الفصام.

فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تطمئن، وأرجو أن تُعالج قلق المخاوف الوسواسي هذا، أولاً: تُحقّر هذه الأفكار، تُدير وقتك بصورة جيدة، تنوم النوم الليلي المبكر، وتجتهد في عملك أو في دراستك، وتحرص على صلواتك في وقتها، وتُحقّر كل ما هو ليس مهمًّا، وتعطي دائمًا لنفسك الثقة في نفسك من خلال مخاطبة نفسك إيجابيًا، وأن تُحسن التوقعات والظنِّ، هذا مهمٌّ جدًّا.

واذهب إلى طبيب نفسي، يمكن أن تُعطى أدوية بسيطة جدًّا، كعقار مثل (زولفت) والذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين) يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (رزبريادون) سيكون ذلك مفيدًا جدًّا لك.

يمكن أن أوضح لك تفاصيل الدواء إن لم تستطع أن تذهب إلى الطبيب، فيمكن أن تتحصّل عليه من الصيدلية وتتناوله، خاصة أنه دواء سليم وغير إدماني وليس له أضرار.

السيرترالين تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم تجعلها حبتين ليلاً - أي مائة مليجرام - لمدة شهرين آخرين، ثم تخفضها بعد ذلك إلى الجرعة الوقائية، بأن تجعل الجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم تجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء. دواء سليم، وفاعل، وممتاز جدًّا، وغير إدماني، وتُدعمه بدواء آخر هو الرزبريادون بجرعة صغيرة، واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net