أعاني من التنميل في القدم واليد، فهل مرضي نفسي أم عضوي؟
2018-11-29 07:35:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا: أود أن أشكر كل جنود هذا الصرح التواصلي والاستشاري في العالم العربي والاسلامي.
حقا أعتبره ملجأً جديرا بالثقل بفضل كفاءة وخبرة الأطباء وخاصة ركن الصحة النفسية، لكون هذا الجانب لا زال لا يرقى إلى واقع صحي جيد، وفي مستوى التطلعات داخل العالم العربي، فيما يخص مشكلتي فهي ابتدأت منذ سنة 2013 وبعد معاناة، ومجموعة من الزيارات لمجموعة من الأطباء، والقيام بالعديد من الفحوصات نتيجة حدوث نوع من التنميل في قدمي، ويدي اليسرى، استقر الأمر خلال آخر زيارة خلال سنة 2015 لطبيب للأمراض النفسية على أن حالتي هي عبارة عن نوع القلق والتخوف، والذي يأتيني على شكل سخونة واحمرار الوجه، بالإضافة إلى اكتئاب واضطراب للنوم.
وصف لي مجموعة من الأدوية وكان آخرها دواء c-sitap المكون من الاسيتالوبرام، ودام استعماله لثلاث سنوات إلى حدود الساعة، حيث طلب مني الطبيب المعالج التوقف عن الدواء نهائيا، وبطريقة تدريجية جدا حيث أتناول 2,5 ملغ يوميا بعد الغذاء منذ 8 أشهر، لكن في الأيام الأخيرة أصبحت تنتابني الأعراض السالفة الذكر.
أحيطك علما دكتورنا الغالي أنني متزوج ولدي طفلين، وعمري 40 سنة، وظروفي العملية والاجتماعية جيدة جدا، أمارس الرياضة باستمرار، واجتماعي جدا، مشكلتي الوحيدة فقط هذا الداء الذي أصابني، والذي لا أعرف كيف سأعيش، وهل سأداوم على هذا الدواء إلى الأبد، وهل ذلك سيشكل خطرا على صحتي؟
ثقتي فيك كبيرة فيك -أيها الدكتور- وفي الموقع الموقر.
تحياتي و مودتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاك الله خيراً -أخي- على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً.
حقاً مشاركتكم الجيدة والمتميزة والإيجابية هي الطريق لإثراء هذا الموقع، أنا تدارست رسالتك، ومن المعلوم أن كثيرا من الأعراض الجسدية قد يكون منشؤها نفسياً؛ لأن الارتباط بين النفس والجسد هو ارتباط حتمي، وأعراض الجسدنة، أو هكذا تسمى أو أحياناً نسميها بالأعراض النفسوجسدية منتشرة، والقاعدة تحتم أن يتأكد الإنسان من وضعه الصحي الجسدي العضوي، وأنت -الحمد لله تعالى- قمت بذلك، وفي جميع الأحوال الكشف الطبي الدوري المنتظم حتى وإن لم توجد أعراض نفسية أو جسدية نعتبره أمراً صحياً ممتازاً.
بمعنى أن الإنسان يذهب إلى طبيبه طبيب الأسرة مثلاً، أو أي طبيب باطني يثق به مرة كل ستة أشهر ليقوم بإجراء الفحوصات الدورية، حالتك هذه ما دام قد استجابت بصورة جيدة للعلاج الدوائي النفسي، وقطعاً تواصلك الاجتماعي المتميز وممارستك للرياضة واستقرارك العملي والأسري والاجتماعي، هذا كله ساهم -إن شاء الله تعالى- وبدرجات متفاوتة في استقرار حالتك، الآن نبحث دائماً عن الصحة النفسية الإيجابية، حتى وإن لم توجد أعراض وهذا يتأتى من نوعية الممارسات التي تحدثت عنها، وهي الصلات الاجتماعية المتميزة، ممارسة الرياضة، قطعاً الالتزام بالدين والعبادات أمراً عظيم جداً، النوم الليلي المبكر، الاستيقاظ المبكر والاستفادة من البكور خاصة فترة ما بعد صلاة الفجر، الغذاء المتوازن، التفاؤل وأن يكون الإنسان حسن التوقعات، وأن تكون له خطط مستقبلية مع تقديم مشيئة الله تعالى، هذا ينتج عنه صحة نفسية إيجابية إن كان الإنسان لديه أعراض، أو لم تكن له أعراض فأرجو أن تنتهج هذا المنهج.
بالنسبة للدواء الجرعة التي تتناولها هي جرعة صغيرة جداً، وأعتقد أن فاعليتها النفسية، وليس فاعليتها البيولوجية هي التي أدت إلى شعورك بالارتياح، لأن 2.5 مليجرام من استالبرام لا نعتبرها جرعة حقيقية مؤثر على المرسلات العصبية وتعمل من خلالها، أعتقد أن الجانب النفسي هو الذي ساعدك، شعورك بالطمأنينة حين تتناول الدواء وهذا ليس توهماً أبداً، فتوقفك عن الدواء، أو خطتك مع الطبيب لإيقافه، وأنا أعتقد أن هذه خطة صحيحة هي التي ولدت عندك ما نسميه بالقلق التوقعي، وهذا قد يستحوذ على فكر الإنسان مما يرجع له الأعراض الجسدية السابقة، وفي حالتك هو موضوع هذه المرحلة سوف تكون مرحلة مؤقتة، -وإن شاء الله تعالى- تتكيف مع الوضع الجديد بدون دواء، واصل تمارينك التأهيلية التي تحدثنا عنها، وحاول أن تصرف انتباهك دائماً عن هذه الأعراض، وبعد شهرين إلى ثلاثة إذا تكاثرت هذه الأعراض ولم تذهب هنا ليس هنالك ما يمنع أن تستعمل السبرالكس مرة أخرى خاصة إنه دواء سليم وفاعل جداً.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.