أرفض الاختلاط لكن حاجتي للمساعدة تفرض علي التعامل مع بعض الشباب
2018-12-11 09:35:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة جامعة في دولة أوربية، لم أكن أتكلم وأختلط بالشباب من الجنس الآخر في بلدي إلا نادرا عندما أكون مضطرة، وكنت دائما ملتزمة من هذه الناحية، وعندما بدأت في تعلم اللغة كنت أتجنب الكلام مع الشباب، ورغم كثرة الاختلاط هنا وصعوبة التجنب إلا أنني كنت أبذل جهدي لكي لا أختلط معهم.
بدأت دراستي الجامعية، والدراسة ليست سهلة أبدا بلغة أجنبية، خاصة دراسة فرع كالمعلوماتية، وهنالك الكثير من الصعوبات، فهل من الخطأ أن أختلط بشباب من بلدي؟ في الحقيقة لا أتحدث معهم أبدا إلا في أمور الدراسة، لدي أرقام هواتف البعض منهم، لكني لا أكلمهم إلا إذا أردت شيئا، فقد رسمت حدودا منذ البداية، فأنا أحيّهم عندما أراهم وأسألهم إذا احتجت المساعدة.
علماً بأنه ليس هنالك الكثير من الطالبات العربيات، تعرفت على واحدة مؤخراً لكنها لا تستطيع مساعدتي دائماً، فالفرع الدراسي مختلف بعض الشيء، وأحاول أحياناً الاحتكاك بالطالبات الأوروبيات هنا لكنهن لا يتقبلننا بسهولة، ويرسمن حدوداً للعلاقة بنا، ويضعن الحواجز بيننا دائماً، فهل اختلاطي بشباب بلدي في هذه الحالة أمر خاطئ أو محرم؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختنا الكريمة- ورداً على استشارتك أقول:
- فنعم ما فعلت في بلدك، فالأصل عدم الاندماج مع الذكور غير المحارم ،كون ذلك يفضي إلى ما لا تحمد عقباه، ولكن الحاجة قد تلجأ الإنسان إلى أن يتوسع بعض الشيء في بعض الأمور، وقد يضطر للتنازل عن بعض القناعات والأحكام الراجحة مثل تغطية الوجه بالنسبة للمرأة في بلاد الغرب، وبالنسبة لاختلاطك بالشباب من أهل بلدك، لا بأس في ذلك للضرورة، ولكن اجعلي ذلك بحسب الحاجة، ولا تيأسي من التحاور مع النساء العربيات والغربيات حتى إذا قضيت حاجتك منهن استغنيت عن التواصل مع الذكور، مع الحرص الشديد على عدم التأثر بسلوكهن وأخلاقهن.
- أوصيك أن توثقي صلتك بالله أكثر، وأن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح وخاصة تلاوة القرآن الكريم، والمحافظة على أذكار اليوم والليلة وصلاة الليل، وما شاكل ذلك من الأعمال، وحافظي على أنوثتك وعفتك وحيائك كي لا يخدش، مع التضرع الدائم بالدعاء أثناء السجود أن يقيك الله كل مكروه، وأن يوفقك لإكمال دراستك، والعودة إلى بلدك لتنفعي أهلك، وعليك بالمحافظة على أداء ما أوجب الله عليك، وإياك أن تشغلك الدنيا عن ذلك.
وفقك الله وسددك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.