أعاني من الخوف منذ الصغر بسبب تصرف أمي معي
2019-01-08 08:25:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني منذ صغري من خوف، حيث كانت والدتي تمنعني من الخروج من المنزل ومقابلة الضيوف، وعدم اللعب مع الآخرين في الطريق، وحتى إذا خرجت للعب كانت تأتي وتناديني أمام أصدقائي حتى سن 16سنة.
أنا الآن أشعر بالخوف حتى في حالة عدم وجود شخص، وأحس أن عيني على طول في حالة خوف وتشنج، ولا تتحرك لوحدها، وأحس أني أركز في النظر إلى الآخرين دون سبب، وأجد صعوبة في الحفظ والنوم، وتأتيني أفكار غير مفيدة قبل النوم ترهقني، وأتأخر في النوم وعندما أستيقظ في الصباح أحس أني لم أنم، لأن رأسي على طول شغال يفكر حتى أثناء النوم أفكر كثيراً في أشياء غير مهمة.
أعاني من النسيان حتى لا أتذكر طفولتي وأصدقائي في المدرسة وأيام المدرسة، وأنسى تفاصيل الأيام العادية، حتى إني لا أستطيع حفظ الأشياء ومكانها، وأحس بكتمة على صدري حين القراءة، وعندما أكون في موقف اجتماعي أتعرق وأرتجف وتتسارع دقات قلبي!
لا أدري ما هو سبب زغللة العين وعدم حركتها، والتركيز في النظر إلى الآخرين؟ وأعاني من ضعف التركيز وتشتت الأفكار، وأحس بنوع من الخمول والكسل وعدم الاستمتاع بأي شيء أعمله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، الوالدة جزاها الله خيراً كنوع من الشفقة منها والخوف عليك فرضت عليك حماية اجتماعية، ووجدانية كبيرة، وهذا بالفعل ينعكس على الإنسان سلباً بعد أن يتخطى الإنسان مرحلة اليفاعة ومرحلة المراهقة، لكن مجرد الاستذكار وأن تفسر فعل الوالدة التفسير الإيجابي والمتفائل تستطيع أن تتخطى هذه المخاوف.
أمك كان قصدها حمايتك والشفقة عليك كما ذكرنا، والآن لا تحتاج لحاجة لأنك –الحمد لله تعالى- أكملت دراستك، وفي هذه السن الصغيرة تعمل مهندساً، هذا يعني أنه لديك مقدرات كبيرة، لديك إمكانيات فكرية ومعرفية، وحتى مهنية.
انظر لنفسك الآن بمستوى إيجابي أكثر، والتواصل الاجتماعي يطور الإنسان ويؤهله كثيراً، والحمد لله تعالى السودان بالمناسبة التواصل والمناسبات كثيرة، فأرجو أن تستفيد من هذا، قم بواجبك الاجتماعي على أكمل ما يكون، ونظم وقتك، وكن متفائلاً.
مارس رياضة جماعية مع أصدقائك مثل كرة القدم مثلاً، لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية كما ذكرت لك، وتجنب السهر، واحرص على النوم الليلي المبكر.
أرجو أن لا تكثر من شرب الشاي والقهوة؛ لأنه بالفعل سبب استثارة للإنسان مما ينتج عنه اضطراب في النوم وزيادة في المستوى القلق السلبي.
أكثر من القراءة، الاطلاع، أحرص على الصلاة مع الجماعة، أصل رحمك هذا كله يؤهلك اجتماعياً ويحسن مقدراتك ويجعلك تكون أكثر قناعة وإيماناً بأن إمكانياتك بالفعل كثيرة، ويجب أن تكون أكثر إيجابية.
أيها الفاضل الكريم، حتى نقضي تماماً على هذه الأعراض التوترية والمخاوف وعسر المزاج الذي تحدثت عنه، وكذلك الوسوسة، سيكون من الجميل أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف.
هنالك دواء يعرف باسم سيرترالين وهو متوفر بالسودان، لكن قد يحتاج لوصفة طبية، دواء جيد جداً وسليم جداً وفاعل جداً، تحتاج أن تتناوله بجرعة نصف حبة أي 25 مليجرام من الحبة التي تحتوي على 50 مليجرام، تتناولها يومياً لمدة 10 أيام ثم اجعلها 50 مليجرام ليلاً واستمر عليها ليلاً بهذه الكيفية لمدة شهر ثم اجعلها 100 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وهذه الجرعة العلاجية التي يمكن أن تخفضها بعد ذلك إلى الجرعة الوقائية بأن تتناول 50 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن الدواء بأن تجعلها 25 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم 25 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، الدواء سليم وفاعل وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.
أيها الفاضل الكريم، كل الأعراض التي تحدثت عنها من ارتجاف وتعرق وتسارع في القلب وضعف في التركيز هذه كلها قلق مخاوف ذو طابع وسواسي.
ركز من خلال ممارسة الرياضة وقراءة القرآن بتدبر وتأمل، واحرص على النوم الليلي المبكر كما ذكرت لك، التفاؤل دائماً أفضل، وحسن التوقعات دائماً يعود على الإنسان بخير كثير.
أيها الفاضل الكريم، أرجو أيضاً أن تجري فحوصات طبية عامة لتتأكد من مستوى السكر وقوة الدم لديك، وظائف الكبد، الكلى، مستوى هرمون الغدة الدرقية، مستوى الدهنيات هذه الفحوصات الروتينية دائماً طيبة وجيدة، وتعتبر دعماً طبياً كبيراً للإنسان.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.