أريد حلا نهائيا للقلق الاجتماعي الذي أعاني منه
2019-01-10 07:01:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أرجو أن تتسع صدوركم لسماع مشكلتي، وأسأل الله أن يأجركم على كل ما تقدمونه من نصح وفعل للخير، وأن يجعل مثواكم الفردوس.
أنا شاب عمري 36 سنة، متزوج وأقيم في أمريكا، أشتغل في قسم من أقسام المستشفى، تربيت على مراكز التحفيظ، وكانت نشأتي نشأة طبيعية، إلى حد ما، كنت طالبا ذكيا وأشارك في جميع مراحل الدراسة، مع حدوث بعض المواقف فيها بعض الارتباك، مثل إلقاء خاطرة، أو صلاة الجماعة في الناس، أو التعريف بالنفس في اللقاءات.
أضف إلى ذلك أنني درست القران وحفظته ولكنني لم أراجعه ولا مرة في حياتي، الآن أقيم لمدة طويلة في بلاد الغربة، وفي السنة الأخيرة ترقيت إلى مساعد المدير في عملي، ومنذ ذلك الوقت بدأت تظهر علي علامات القلق الاجتماعي.
أحاول جاهدا أن أتحدث مع نفسي بإيجابية، ومرات أنجح ومرات أخفق، إلى أن بدأ يظهر بعض التعرق علي في بعض المواقف التي تحتاج إلى تسليط الضوء علي، أو حتى في الاجتماع الأسبوعي تأتيني نفس الأفكار، وتبدأ علامات القلق علي.
بدأت بالمحافظة على سورة البقرة يوميا، والمحافظة على الصلاة في وقتها، وبدأت أقرأ أكثر عن القلق الاجتماعي، واقتنعت بما يسمى بالعقل الباطن، أو العقل اللاواعي، واقتنعت بأن ما أعانيه هو مما حدث معي من تجارب سابقة ترسخت في العقل اللاواعي، وما يزعجني الآن هو ظهور التعرق حتى في يدي ورجلي أغلب الأوقات بسبب تفكيري بهذا القلق، وبالتفكير في المواقف التي ستأتي من مواقف اجتماعية أو مواقف في العمل.
قرأت عن العين والسحر، وأحيانا لا أستبعد هذا الشيء، ولكنني لا أعرف كيف أتأكد، الآن أنا في مجاهدة مع نفسي، وبدأت أفكر في استخدام بعض الأدوية، وسأقابل دكتوري الخاص غدا، ولكنني متردد جدا من أخذ أي أدوية.
العلاج السلوكي المعرفي لا أدري من أين أبدأ، ومع من أبدأ؟ ما نصحكم، وهل هناك تجارب لأناس شفوا من هذا المرض للأبد؟ لأنني أريد أن أحيا حياة طيبة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من الرهاب الاجتماعي، ولديك بالفعل شيء من الوسوسة والقلق التوقعي، كما ألاحظ أن ثقتك في مقدراتك ربما تكون مهزوزة بعض الشيء، وهذا قد يكون ناتج كأمر ثانوي من حالة الرهاب والخوف الاجتماعي التي تعاني منه، نصيحتي لك أيها -الأخ الفاضل الكريم- هو أن تكون أكثر ثقة في مقدراتك، وأن تحقر فكرة الخوف الاجتماعي هذا من صميم العلاج السلوكي، ويجب أن تدرك وبيقين قاطع أن كل شيء سلبي في هذه الدنيا هنالك ما يقابله من إيجابيات.
والإنسان يجب أن يكون لديه القدرة على تمييز الأمور وعلى فلترت الأفكار، وتخير ما هو صالح وأن يرفض ما هو طالح، والعلاج السلوكي أيضاً يقوم على مبدأ الفاعلية الشخصية، أي أن تكون مثابراً، وأن تضع لنفسك برامج يومية، الرياضة نعتبرها علاجاً سلوكياً مهما جداً، التمارين الاسترخائية تعتبر أيضاً علاجا سلوكيا، تنظيم الوقت نعتبره علاجا سلوكيا، أن تضع برامج لتحقق أهدافك الآنية والمتوسطة المدى وبعيدة المدى هذا علاجاً سلوكياً، التواصل الاجتماعي المثمر كالصلاة مع الجماعة، زيارة المرضى، الذهاب إلى الأفراح، هذا كله متيسر حتى وإن كنت تعيش في الغرب.
فنصيحتي لك هي الحرص على تفعيل الأنشطة والفاعليات، أما فيما يتعلق بموضوع الكبت والكتمان واحتقانات العقل الباطني فهذه أعتقد نظرية من نظريات المدرسة التحليلية ليس من الضروري أن تكون صحيحة أو دقيقة، كل الذي نرجوه من الناس هو أن يتجنبوا الكتمان أن تعبر عن مشاعرك، أن تعبر عن أفكارك، وهذا نسميه بالتفريغ النفسي وهذا أمر جيد، وموضوع العين والسحر لا شك أنها حق، لكن الإنسان يجب أن لا يوسوس حولها ولا يشغل نفسه بها أبداً، حصن نفسك أخي من خلال صلواتك والالتزام بكل الفروض، وأن يكون لك ورد من القرآن، وأن تحرص على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، من وجهة نظري هذه حافظة تماماً.
طور نفسك من حيث عملك، التطوير المهني يعطي الإنسان ثقة أفضل، ثقة فيما يتعلق بتطوير المهارات والتواصل الاجتماعي، والشعور بالكينونة والقيمة الذاتية لأنها مهمة جداً، أنا أرى أنك أيضاً سوف تستفيد من أحد الأدوية البسيطة والفاعلة هنالك دواء يسمى سيرترالين واسمه التجاري زوالفت تنتجه شركة فايزر الأمريكية، وهو من الأدوية الممتازة والسليمة، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة جداً، تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، الجرعة الكلية للسيرترالين هي 4 حبات في اليوم لكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة، هذه الجرعة الصغيرة سوف تكون كافية لك، والدواء غير إدماني وغير تعودي فقط ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، كما أنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي عند الجماع لكنه لا يؤثر على الذكورية.