إمكانية تجاوز المشكلات بلا علاجات
2005-07-18 10:10:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد راسلتكم عدة رسائل، فوصف لي الطبيب علاج استلزين وبروزاك لأني أعاني من قلق وضعف في الشخصية وعدم ثقة في نفسي، فاستخدمت استلزين ولم أستخدم بروزاك، فشعرت بتحسن والحمد لله، وما إن شعرت بتحسن حتى تركت العلاج قبل المدة المحددة، وهي أربعة شهور، ثم استشارتكم بسبب عدم ثقتي بنفسي، فوصف لي الطبيب من جديد بروزاك، وعندها ذهبت إلى الصيدليات للبحث عنه، وكنت عندما أسأل عنه كأني أسأل عن شيء محرم أو فيه عيب.
وفي ذات مرة وأنا عند أحد الأصدقاء أتى أحد الأشخاص يبحث عن استلزين، وصديقي صيدلي ونحن في صيدليته، فسخر من هذا الشخص عندها شعرت أن الناس عندهم من يتناول علاجات نفسية أنه شخص مجنون أو نصف مجنون! حتى أختي عندما قلت لها إني أتناول استلزين ضحكت مني؛ لذلك قررت ألا أتناول أي علاجات نفسية، لكن عندي بعض الأسئلة أود أن أطرحها عليكم وتجيبون عليها مشكورين، وهي:
1_ كيف يمكن لي أن أتجاوز أي مشكلة نفسية بدون علاجات؟
2_ كيف يمكن لي أن أوازن بين مشاعري وفكري بدون أن يطغى أحدهما على الآخر؟
3- كيف يمكن لي أن أواجه مشاكل الحياة بتوازن؟ ولا يخفى عنك يا دكتور أني بعض الأحيان أفكر أني سوف أجن مستقبلا، ولكن في الأخير لدي رغبة في حياة أفضل ومستقبل أفضل وأن أكون رقم واحد في أي شيء؛ لأني كنت كذلك في صغري، وبعون الله في حياتي كلها بإذن الله تعالى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
يجب أن تعلم أخي أن لكل إنسان ظروفه وما يميزه عن الآخرين، وكون أن الصيدلي أو أختك أو غيرهم قد ضحك عليك لا يعني هذا مطلقاً أن تحرم نفسك من نعمة العلاج، والحالات والأمراض النفسية حسب المفهوم الطبي الحديث لا تختلف مطلقاً عن بقية الحالات والأمراض في بقية التخصصات .
أنا لا أتفق معك مطلقاً في قرارك بعدم تناول الأدوية؛ لأن المكون الكيميائي أصبح الآن حقيقة واقعة لمعظم الأمراض والحالات النفسية .
أما الأسئلة التي طرحتها، فكلها تتعلق ببناء الشخصية، وبناء المهارات الاجتماعية، ومعرفة الذات بواقعية، وهذه الأمور لا تتأتى إلا إذا أصبح الإنسان واقعياً في تفكيره، ويحسب خطواته، ويحكم تصرفاته حسب إمكاناته المادية والوجدانية والفكرية، كما أن الإنسان لا يمكنه أن يصبح أفضل إنسان بمجرد التمني، ومثل هذا ليس محموداً في حد ذاته، بل عليك أن تتمنى أن تكون واقعياً ومتوازناً وتقياً ومستور الحال .
أرى أنك في حاجة لمقابلة أخصائي نفسي إكلينيكي وليس طبيباً نفسياً؛ وذلك للانخراط معه في برنامج طويل للإرشاد النفسي .
وفقك الله لكل خير.