لا أتخيل حياتي بدونه أم أتجاوز حديثي معه، هل علاقتنا محرمة؟
2019-01-14 06:48:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة في 18 من عمري، لقد شاركت في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرفت على كثير من الصديقات من حول العالم، وكانت علاقتي مع الذكور هناك مقتصرة على رد السلام، مع إقران اسمهم بلفظ (أخي) ولكن قبل ما يقارب الأربعة أشهر، حصل حديث بيني وبين شاب يكبرني بـ 3 سنوات، فقد حصل لي موقف، وقد ساعدني هو كثيرا وساندني.
بعد هذا الموقف أصبحت أتحدث معه بشكل يومي لساعات، مع العلم أنه دائما يناديني بلفظ (أختي)، وأنا أناديه بـ (أخي)، ولكن وقبل ما يقارب الشهرين أيقنت أنني معجبة به كثيرا وأحبه، لم أتجاوز حدود كلامي معه، وهو -والله- لم يتجاوز كلامه معي أبدا فهو يعتبرني كأخته الصغرى، ولكنني معجبة بشخصيته كثيرا، فهو إنسان يخشى الله كثيرا، ولا يترك فروضه، ودائما ما كان يحثني بما فيه خير لي، ويقربني إلى الله.
أصبحت لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونه، وقد قرأت أن مثل هذه العلاقات لا تجوز، مع أني لا أتجاوز كلامي معه مطلقا وهو كذلك، هل يعتبر حديثي معه محرما؟ بالرغم من مناداته لي دائما بلفظ أختي وأنا أناديه بأخي، وإن كنت أخفي مشاعري عنه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصا، وأن يبعدك عن الأجانب من الرجال، وهم كل من يستطيع أن يتزوجك، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح أحوال الأمة وحالتك، وأن يسددك ويحفظك.
مهما كانت العلاقة نظيفة فإن الشريعة لا توافق عليها؛ لأن العبرة بالنهايات، وليس من مصلحتك ولا مصلحته التمادي في العلاقة المذكورة حتى ولو تم الزواج، لأنه ليس للعلاقة غطاء شرعي، فهو ليس محرما لك، ولم يخطبك بطريقة رسمية، بالإضافة إلى أن ما يحصل من إعجاب قد يتطور ويصبح خصما على المخزون العاطفي، أما إذا لم يتم الزواج فالطامة كبرى؛ لأنه سوف يحصل ميل إلى شخص، وهو أو هي تعيش مع غيره.
والشريعة لا تجوز العلاقة حتى ولو كانت بريئة، والشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم، وعليه فالحديث بينكما لا يجوز والتمادي فيه مرفوض، ولا يؤثر في الحكم قولك له: أخي أو ترداد كلمة أختي عند تواصله معك.
أرجو أن تعلمي أنك الطرف المتضرر أكثر، والمرأة تتأثر بالكلام وبالتعامل، وهي الأصدق في مشاعرها، فأدركي نفسك وتوقفي اليوم؛ لأن التوقف في الغد سوف يكون أصعب، ونتمنى أن تجعلي تواصلك مع البنات، بل مع الصالحات منهن.
ولا شك أن الشيطان يستدرج ضحاياه ويزين للإنسان التمادي حتى يوقعه في شراكه، ومن هنا يتجلى التوجيه الشرعي في قول الله: {لا تتبعوا خطوات الشيطان}.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونحيي المشاعر التي دفعتك للسؤال، وهي أيضا دليل على أن الذي يحصل ليس بصحيح، والإثم ما حاك في الصدر وتلجلج فيه.
واعلمي أنه قد مرت علينا حالات بدأت بالتذكير بالصلاة والنصائح، ولكن النهايات كانت مؤلمة، وإذا نصح الشاب فتاة واستجابت لنصحه، فالخطوة السليمة تكوين بربطها بالداعيات والصالحات حتى يواصلن معها مشوار النصح والتوجيه.
نكرر لك الشكر، ونتمنى أن تعجلي بالتوقف عن التواصل، وأنت أعلم بما في نفسك، والله أعلم بك منك، واحتكمي في كل تصرفاتك إلى أحكام الشرع الحنيف.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.