ما الحد الآمن لاستخدام الكحول الميثيلي يوميا على الجلد واستنشاق رائحته؟
2019-01-21 08:24:43 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الكحول الميثيلي السام عند استخدامه ورشه على الجلد بكثافة واستنشاق رائحته بكثافة يوميا، هل يكون ضمن الحد الآمن للاستخدام؟
وما هو الحد الآمن لاستخدام الكحول الميثيلي يوميا على الجلد واستنشاق رائحته؟ موضحا بأرقام ووصف سهل ودقيق يناسب عامة الناس.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فيحضر الكحول الميثيلي أو methanol الميثانول من خلال التقطير الإتلافي للخشب لذلك يسمى كحول الخشب، وهو سائل عديم اللون, ولكن أحيانا يضاف إليه صبغة البريدين التي تغير من لونه حتى يمكن التعرف عليه بسهولة وضمان عدم استخدامه بشكل خاطئ كشراب مثلا بدلا من الكحول الإيثيلي، وليس هناك حد أدنى وأقصى للتسمم بالميثانول، فالوضع تراكمين وتأثيره السام يتراكم يوما بعد يوم، ولذلك يجب اتخاذ إجراءات سلامة فعالة للحد من خطورته.
وهو مادة شديدة السمية إذا تم استنشاقه، أو من خلال ملامسة الجلد بشكل مباشر، وتغش به العطور مثل الكولونيا والعطور الرخيصة؛ لأنه يعتبر مذيبا للمركبات الصناعية والعطور، وللأسف يقوم بعض من الشباب في كثير من البلدان بتناول هذه الكلونيات بديلا للخمور غير مدركين أضرار الكحول الميثيلي، فهو يعتبر مادة سامة تؤدي إلى الغثيان والدوار والضعف العام والصداع، بالإضافة إلى العمى بسبب إتلاف العصب البصري، ويؤدي التسمم به إلى الفشل الكلوي، وموت خلايا المخ، ثم الوفاة، وقد حدثت وفيات كثيرة بسبب التسمم بالكحول الميثيلي.
ولذلك يجب في حال استعماله في مجال الصناعة اتخاذ إجراءات سلامة كبيرة من حيث ارتداء ملابس كاملة، مع قفازات وقناع للوجه، وأن يتم استعماله بطريقة آمنة، خصوصا فيما يتعلق بدهان السيارت؛ لأنه مذيب عضوي، ويقوم العمال باستنشاقه بطريقة بدائية خطرة على الصحة العامة عند استنشاقه، وعند ملامسة الجلد، وعند شربه بديلا للكحول.
ويستخدم كمذيب عضوي في الكثير من الصناعات مثل: صناعة المنظفات والدهانات والبويات، ومذيب للسوائل في ماكينات التصوير، وبالطبع في العطور المغشوشة والميثانول في حد ذاته غير سام، ولكن يرجع الأثر السام له لتحوله في الجسم بسرعة بواسطة إنزيم Alcohol dehydrogenase enzyme إلى فورمالدهيد وحمض فورميك، وهما مركبان شديدا السمية.
وتحتاج حالات التسمم به إلى علاج في المستشفى لتأمين التنفس الصناعي، وغسيل المعدة في حال تم تناوله، ويحتاج الأمر إلى قياس غازات الدم، وإعطاء سوائل بالوريد، وقد يتم إعطاء الإيثانول (الكحول الإيثيلي) ethanol، وذلك ليمنع تحول الميثانول إلي حمض الفورميك، وذلك بسبب تنافس كل من الإيثانول والميثانول على إنزيم Alcohol dehydrogenase enzyme وفي وجود كل من الإيثانول والميثانول في الجسم، فإن الانزيم يفضل العمل على الايثانول تاركا الميثانول؛ مما يؤدي إلى إخراج الميثانول، وعدم استقلابه بواسطة الكبد، ويتم ذلك في المستشفيات بمعرفة الطبيب المختص.
وفقكم الله لما فيه الخير.