مرض الهربس أسبابه، وأنواعه، وعلاجه.
2005-07-19 13:53:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة أريد السؤال عن مرض الهربس، هل هو معدٍ؟ وممكن إذا انتقل المرض من الأب إلى الأم أن تنقله الأم إلى الأولاد؟ فأنا تقدم لخطبتي شاب مصاب به، والشاب متدين وخلوق، ولكن المشكلة بهذا المرض، فأنا لا أعرف شيئاً عن هذا المرض، وهل ممكن أن أرفض الشاب بسبب هذا المرض؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Somaia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الهربس مرض انتقالي معدٍ سببه فيروس، ومع أن مرض الهربس هو مرض معدٍ؛ إلا أنه تختلف شدة العدوى واحتمالات انتقالها حسب توضعه، فهو ينتقل بالتلامس الحميم وليس باللمس العابر، كما يجب أن يكون الجلد الملامس له فيه خدش أو سحجة حتى ولو لم تكن مرئية، فلو كانت الإصابة في الظهر أو العضد لكانت احتمالات التماس أقل مما لو كان الهربس على الشفتين، كما وأن ظهوره على الأعضاء التناسلية غالباً ما يسبب العدوى بسبب التماس الصميمي مع الطرف الآخر، ولكن يمكن للواقي المطاطي أن يمنع العدوى ...لكن إلى متى؟ كما يجب الانتباه إلى أن الهربس له فترات هجوم يكون فيها ظاهراً سريرياً واحتمال العدوى كبير، وفترات هجوع يختفي فيها سريرياً، ولكن احتمالات العدوى تقل ولكن لا تنعدم، ويجب اعتبار عدد المرات التي يظهر فيها المرض في السنة، فكلما زاد التواتر كلما زادت احتمالات النشر، وكلما قل التواتر كلما قلت نسبة العدوى والانتشار.
وأقول مع أنه مرض معدٍ إلا أنه ليس بالمرض الخطير جداً والحمد لله، وهذا الفيروس الكامن كان يُعتقد أنه ينتقل للشريك فقط أثناء ظهوره على الجلد، ولكن بعض الأبحاث نشرت أنه حتى في حال الهجوع أو الكمون يمكن أن يطرح آثاراً، أو جزيئات منه قد تؤدي لعدوى الشريك، لذلك اقترحوا العلاج المثبط المديد (Suppressive therapy) وهو أخذ حبة يومياً من فالتريكس ولمدة سنة، وأحياناً لمدة أطول، ويُترك ذلك لتقدير الطبيب المعالج، علماً بأن العلاج ليس رخيصاً.
الآثار السلبية على الزوجة هي احتمال إصابتها بالعدوى إن تم الاتصال أثناء فترة نشاط الفيروس، فتشكو من الأعراض، وقد تأتي الهجمة أثناء الولادة، وقد يُصاب الجنين أثناء الولادة فتستطب الولادة القيصرية في هذه الحالة، وليست هناك خطورة على صحة المريض ولا من حوله، ولكن يجب تحسين الحالة العامة والصحة بشكل عام، حتى نتمكن من التغلب على الفيروس وإبقائه كامناً، كما ويجب تجنب العوامل المضعفة للمناعة من سهر ومرض وقلق وغيره.
هناك نوعان للفيروس (I & ii ) الأول يصيب الفم والشفة والجلد، وهو سليم لا يتحول إلى الخبيث، والثاني (II) وهو الذي يصيب الأعضاء التناسلية، وهو الذي سُجّلت حالات أمراض خبيثة تالية له، ولكن لو كان كامناً ومثبطا بالعلاج، ولم يُترك له فرصة النشاط والتكاثر، فغالباً لا يتبدل ولا تحدث هذه المضاعفات، وإلى الآن لا يوجد علاج يقتل الفيروس ويتخلص منه إلى الأبد، ولكن يوجد علاج يسيطر عليه ويقلل من تكاثره ومن شدة هجماته وتواترها.
من العلاجات الفعالة الحديثة نسبياً مضادات الفيروسات عن طريق الفم، مثل الـ آسايكلوفير الذي يوجد منه حبوب تُعطى خمس مرات في اليوم لمدة خمسة أيام، ويجب البدء به بأسرع ما يمكن، وذلك عند أول شعور لظهور الاندفاعات، وظهر بعد ذلك الفامفير والفالاسيكلوفير، ثم توالت الدراسات والمحاولات لإعطاء أقل جرعة للسيطرة على المرض، خاصةً الناكس أكثر من ستة مرات سنوياً، وما أختاره هو إما أخذ حبة واحدة يومياً لمدة سنة، وهو العلاج المثبط المديد، فهذا يكفي لتثبيط المرض، وتقليل احتمال العدوى، وتقليل احتمال التحولات غير المرغوب بها، أو أخذ حبة من فالتريكس 500 مغ مرتان يومياً لمدة ثلاثة أو خمسة أيام قبيل ظهور الأعراض والمرض (يفضل اليومي إن كان النكس أكثر من 6 مرات سنوياً، ويفضل الجرعة الكاملة 5 أيام إن كان النكس أقل من 6 مرات سنوياً، ومع أنك تشكو من هجمة كل 4 أشهر، فلك الخيار حسب المعاناة التي ذكرتها).
طبعاً لا بد من تحسين الحالة العامة للجسم، وتحسين المقاومة والمناعة؛ وذلك بالغذاء الجيد المتوازن، والرياضة، وإصلاح الحالة النفسية باتخاذ أسبابها، في حال عدم أخذ العلاج الفعال أو المثبط المديد، وعدم وجود أعراض، فيفضل استعمال الواقي المطاطي عند الجماع إن لم يكن هناك نية في الحمل، وبذلك تقل احتمالات العدوى أو حتى تنعدم.
ختاماً: يجب معرفة أي نوع من المرض وتوضعه، وتوتر حدوثه، ومن ثم يتم اتخاذ القرار.
للمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة الموقع التالي:
Http://www.dermatologyinfo.net/arabic/chapters/chapter11.htm
وبالله التوفيق.