ما هي آثار الهيروين والحشيش، وحكمهما الشرعي، وطرق الوقاية منهما؟
2005-07-21 12:05:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أريد أن أسأل عن مادة الحشيش والهيروين: كيف يعرف من يتعاطاه؟ وما هي آثاره الجانبية لكل من المادتين المذكورتين من الناحية النفسية والاجتماعية والمادية والدينية والجسمانية؟ أي: الأعضاء الداخلية، للمثال لا للحصر: الكبد والرئة والجنسية، وهل العلاج ناجح لكلتا الحالتين إذا كان متعاطيه منذ كان عمره 15 سنة؟ وما هي سبل الوقاية للمنع من تعاطيه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن هذا السؤال شائك ومتشعب، ومتعدد الجوانب، ولكن بصفةٍ عامة يُعتبر الهيروين أحد المشتقات التصنيعية للأفيون، وهو من أخطر المواد المخدرة والمنقصة للعقل والدين والصحة.
الهيروين يمكن تعاطيه عن طريق الشم أو الإبر، ومن خصائصه إعطاء الشعور بلذة زائفة لا يتحصل عليها المدمن إلا إذا رفع الجرعة في حالة التعاطي المتكرر.
هنالك ما يعرف بالآثار التسممية، والآثار الانسحابية، والضرر العام للهيروين، ومن علامات التعاطي الخمول والكسل، وعدم الاهتمام بالنظافة، وضعف الترابط الاجتماعي، وإهمال الواجبات الأسرية والاجتماعية، واللجوء للتحايل والسرقة، وربما هو أسوأ من ذلك في بعض الأحيان، وذلك من أجل الحصول على المال لشراء المخدر.
في وقت التعاطي يشعر المدمن بنعاس وقلة في الشهية للطعام، وضعف في الرغبة الجنسية، والشعور بتوهمات وخيالات، ومن الناحية الجسدية أيضاً يشعر المدمن بإمساك وسوء في الهضم، وتشنجات عضلية، والدخول في نومٍ عميق، وربما الشعور بالإعياء التام، وذلك حسب الجرعة التي يتعاطاها المدمن.
أما آثار الانسحاب فتتمثل في آلام عضلية شديدة، وفقدان النوم، والغثيان، والإسهال، والرجفة، والشعور بالبرد.
أما من الناحية الاجتماعية فالهيروين يؤدي إلى التفكك الاجتماعي والأسري، والذلة والهوان، بالرغم من اعتقاد المدمنين أن الهيروين يزيد من أدائهم الجنسي، إلا أن العكس هو الصحيح، حيث إنه يخل ويقلل الفعالية الجنسية.
أما الأثر الاقتصادي فهو معلوم، حيث إن المدمن يُعتبر عبئاً اقتصادياً كبيراً على نفسه وأسرته، والأمن، والخدمات الصحية.
45 % من مُتعاطي الهيروين يفقدون حياتهم قبل سن الأربعين.
أما من الناحية الشرعية فقد أجمع علماء الأمة علي حرمته القطعية.
كل أعضاء الجسم -خاصةً الكبد والجهاز الهضمي والقلب- تتأثر سلباً بتعاطي الهيروين، كما أن مدمني الهيروين خاصةً والمخدرات بصفةٍ عامة أكثر عرضةً للإصابة بأمراض مثل السل، وفقر الدم، ومرض فقدان المناعة.
أما بالنسبة للحشيش فهو أقل ضرراً من الهيروين، لكنه متلف للصحة خاصة الصحة النفسية، وعلامات تناوله هي الكسل والهدوء الذي ربما تتخلله نوبات من العصبية والنوم الزائد، وزيادة الشهية للحلويات، والتوهم بطول العملية الجنسية.
الحشيش يؤدي إلى تفتت في خلايا الدماغ، وذلك في حالات التعاطي المستمر، كما أنه يؤدي إلى هلاوس سمعية وبصرية، وحدةٍ في السمع، وتضليل في تقدير المسافات والألوان.
هنالك نوعٌ من المرض العقلي يعرف بالظنان الاضطهادي، يُعتبر مرضى الحشيش أكثر عرضةً له من غيرهم، ومتعاطي الحشيش يفتقد الإرادة والطموح والدافعية.
لقد وُجد أن تعاطي الحشيش المزمن يؤدي إلى خلل في تكوين الحيوانات المنوية وتشوه الأجنة.
حرمة الحشيش هي قطعية أيضاً، وضرره المادي والاقتصادي والاجتماعي لا يمكن إغفاله أو تجاهله.
أما طرق الوقاية فهي عن طريق الردع الأمني والقانوني، وذلك سوف يؤدي إلى تقليل العرض، وهنالك تخفيف الطلب، ويتم ذلك عن طريق التوعية الدينية والعلمية لمضار هذه المخدرات، وأنها آفةٌ تفتك بالأمة.
من أفضل سبل الوقاية التمسك بالدين، والوعي الأسري، وملء الفراغ، والترابط الاجتماعي، واختيار الصحبة الجيدة.
لا شك أن كل من يُقلع عن تعاطي هذه السموم مهما طالت مدة التعاطي فالأمل معقود على أنه سوف يشفى تماماً، ويعود لطبيعته، ومن فضل الله أن كثيراً من أجهزة الجسم ترجع لطبيعتها بعد التوقف.
للحصول علي المزيد من المعلومات عن المخدرات وضررها يمكنك الرجوع إلى كتاب الدكتور محمود حمودة، المسمى بـ (النفس: أسرارها وأمراضها)، أو كتاب الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة (الطب النفسي الحديث) أو كتابه أيضاً: (في بيتنا مدمن).
حمانا الله جميعاً من هذه الآفة، ولنعلم يا أخي جميعاً أن خير الخطائين التوابون.
وبالله التوفيق.