زوجتي العنيدة أفسدت الود بيني وبين أخي، فكيف أتعامل معها؟

2019-01-28 05:24:50 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شخص اجتماعي، في العقد الرابع من عمري، تزوجت منذ 16 عاما، وزوجتي ليست اجتماعية، ولكنها أم وزوجة عظيمة بمعنى الكلمة، ولكنها تفسد الكثير من العلاقات الاجتماعية بيني وبين أسرتي، فكيف أصلح علاقتي بيني وبين أخي في ظل زوجتين متناحرتين على كل شيء، وفي كل موقف يأخذنه بشكل إهانة شخصية، وإساءة لكرامتهن.

على سبيل المثال: يحدث ظرف لواحدة كمرض أو ما شبه ذلك، فالثانية لا تعودها ولا تذهب إليها، بالرغم أنني أنصحها دائما أن تكون ودودة مع الناس، وبالأخص مع أسرتي، ولكنها زوجة عنيدة تحب أن تكرر كل شيء بنفسها، ولا تحب أخذ آراء الآخرين، والوقوف على رأيها فقط، فجلبت لي الكثير من المشاكل مع عائلتي.

زوجة أخي تتبنى آرائها ومواقفها على ما تتخذه زوجتي؛ فإذا كانت ودودة معها تكون كذلك، وإن لم تكن نفرت وبعدت، وكل ذلك يصنع المشاكل بيني وبين أخي، ولا أطيق تلك العلاقة الهشة بيننا وبينهم فماذا أفعل؟

مع العلم أن زوجتي متدينة جدا، وزوجة بمعنى الكلمة، ولكنها عنيدة جدا وتتخذ القرار وتتبعه رغم كل النتائج السيئة المترتبة على ذلك.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ HANY حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن فضل الله عليك أن رزقت بزوجة صالحة ومربية فاضلة، وهذه نعمة عظيمة يغبط عليها المؤمن فعليك أن تحمد الله وتشكره.

الكمال -أيها الفاضل- عزيز في الرجال فكيف بالنساء وخاصة في زماننا حيث قل التدين وساءت التربية، وتخلى الكثير عن بعض القيم.

ركز على كثرة إيجابيات زوجتك واغمر النقص في بحر الكمال، وغض الطرف عن بعض التصرفات التي تزعجك، مع النصح بالرفق واللين ما بين الحين والآخر.

تعرف على السبب الذي يجعل زوجك تتصرف تلك التصرفات مع زوجة أخيك؛ لأنه قد يكون مبنيا على تصرفاتها أو أن ثمة سببا آخر، وإذا عرف السبب بطل العجب وأمكن -بإذن الله- إصلاح العطب.

إصلاح الخلل ليس محالا وقبول النصح وإكمال النقص من أخلاق الكبار، وقد يكون الجهل بالعواقب من جملة الأسباب.

عليك أن تذكرها بفضائل الأعمال مثل العفو عمن أساء، وتحمل إساءة الآخرين، والقيام بخدمتهم، والعفو عمن يظلم وذلك من خلال تدارس مثل كتاب رياض الصالحين للعلامة النووي مع شرحه للعلامة ابن عثيمين، فبالعلم يرتفع الجهل والعلم يهتف بالعمل.

أخي الكريم: قد يكون النصح الذي يتقدمه أو يتبعه هدية رمزية له قبول أكثر مما لو كان مجرد كلام والهدية تعمل عملها في القلوب كما قال عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا) ومن أحب أطاع حبيبه.

لست أدري هل تمدح زوجة أخيك وتثني عليها عند زوجتك، وتقارن أفعالها بأفعال غيرها أم لا؟ فإن كان ذلك حاصلا فلا شك أنه يورث في قلب زوجتك كرهها، ولذلك فهي لا تطيق تلك المرأة وتفتعل معها المشاكل غيرة من تلك المرأة وغيرة عليك فاحذر من ذلك.

لماذا تنزعج من سلوكيات زوجتك وأخوك ليس منزعجا من تصرفات زوجته؟ بل قد يكون منزعجا من تصرفات زوجتك والحقيقة أن اللوم عليهما سويا وأن النصيحة يجب أن توجه لهما وتعويدهما على خلق التغافل فإنه من الأخلاق الكريمة، والتغافل هو العافية كلها، قال الحسن البصري: ما استقصى كريم قط، وقال سفيان الثوري: ما زال التغافل من فعل الكبراء.

قال عمرو بن عثمان المكي: المروءة التغافل عن زلل الإخوان، عن أبي بكر بن أبي الدنيا أن محمد بن عبد الله الخزاعي قال: سمعت عثمان بن زائدة يقول: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل، قال: فحدثت به أحمد بن حنبل فقال: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل.

المحاسبة بين الزوجين على كل صغيرة وكبيرة تكسر القلوب، وتغير الطباع، وتنفر الأرواح، وتبعدها عن التقارب وتفسد المودة وتهدم الحياة وتخرب البيوت ولذلك يقول الأعمش: التغافل يطفئ شراً كثيراً.

تصبر واحذر أن يدخل الشيطان ويستغل هذا الحدث ليفرق بينك وبين زوجتك، وعليك أن تقطع دابر تلك المشاكل بعزل زوجتك ما استطعت عن أهلك، وإن ذهبت إليهم فلتكن الزيارة قصيرة؛ لأن المجلس إذا طال دخل الشيطان وهو يدخل في التفاصيل.

قد لا تستطيع التعرف على الأسباب التي تجعل زوجتك تتصرف هكذا، مع من تتشاكل معهن ولذلك يمكنك أن تستخرج السبب بواسطة من تثق بهن زوجتك من النساء الفضليات.

لنفترض أن زوجتك بقيت على سلوكها ذاك ولم تستطع تغييره، فالدواء في هذه الحال هو النسيان أو التناسي لتلك السلوكيات، وتذكر المثل الألماني الذي يقول: "السعيد من ينسى ما لا سبيل إلى تغييره"، وعليك -كما ذكرت لك سابقا- أن تعزل زوجتك عمن تحدث المشاكل معهن إن كانت المشاكل تحدث نتيجة الالتقاء، وليبق التواصل معهن عبر الوسائل الأخرى كالهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولا تغفل التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد؛ لأن العبد أقرب ما يكون إلى ربه أثناء السجود، وسل الله تعالى أن يصلح زوجتك ويهديها لأحسن الأخلاق، ويصرف عنها سيئها، والزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن يصلح زوجك، ويعينك على إصلاح نقصها إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net