أعاني من حرارة وتخدير اليدين والقدمين وآلام في الفخذ، فما السبب؟

2019-02-07 05:48:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أشكركم على جهودكم وما تقدمونه من معلومات قيمة، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا مشكلتي هي معاناتي مع الوسواس، أعاني من مرض مزمن، تعبت كثيرا وأثر على حياتي مع أطفالي وزوجي، في بداية الأمر بعد ولادة طفلي الثاني بعشرة أيام تقريبا شعرت بألم في فخدي الأيمن من الخارج عند الضغط عليه، ثم بدأ الألم كلسعات لثوان ويختفي ويعود على فترات متباعدة وكنت أتجاهله، إلى أن قرر زوجي أن أذهب لفحص السبب، عملت صورة أشعة، وفحصوني سونار للغدد التي تقع فوق الفخذ ليتأكدوا من عدم وجود جلطات، وكان كل شيء سليما، فطلب الدكتور رنينا ولم أفعله، خفت وتناسيت الموضوع على الرغم من استمرار الألم، ثم بدأت معاناتي الجديدة في رمضان السابق حيث شعرت بتعب وإرهاق وآلام في رجلي ورفرفة في عضلات جسمي، حيث أستطيع رؤية العضله وهي تتحرك لثوان وتنميل وحرارة في أطرافي بعدما نزل وزني بشكل ملحوظ بعد اتباع حمية.

ذهبت لطبيبة عامة وأجرت لي تحاليل، وتبين نقص فيتامين دال وكالسيوم وحديد، وأخذت العلاج وتحسنت حالتي كثيرا، لكن بعد ثلاثة أشهر عاد لي الشعور بالتعب والألم في السيقان والأرجل ورفرفة العضلات وحرارة في اليدين فقط مع آلام في الأصابع، وهذا حدث بعدما قرر زوجي أن أقوم بالرنين لفخذي، أصابني القلق من تصوير فخذي بالرنين والتخيلات ما هي نتيجة الصورة.

عدت للطبيبة وقلت لها أن أعراضي عادت، عملت تحاليل وكان كل شيء طبيعيا، والغدة طبيعية، وفسرت أعراضي أنها قلق وتعب جسدي بسبب مسؤولياتي كأم لطفلين، ونصحتني بنسيان موضوع الرنين طالما ألم الفخد خفيف، وأنه قد يكون السبب مجرد تهتك بعضلة الفخذ، وهنا بدأ وسواس المرض يتعبني، بدأت أقرأ على الإنترنت عن أعراضي، وأقرأ عن أمراض مزمنة كالتصلب اللويحي والروماتزم والفيبرو واكتأبت كثيرا، كرهت الصباح لا أحب أن أقوم من فراشي صباحا، أرغب بالنوم لأهرب من آلامي ووساوسي.

أخذني زوجي لطبيب عام آخر معروف، وشرحت له كل أعراضي حيث أصبح عندي آلام في الرأس من الخلف، وعندما أنزل رأسي للأسفل أشعر بشد في رقبتي شديد، وأشعر بعدم توازن، بالإضافة لآلام الرجلين واليدين وحرارة فيهما وخفقان في القلب.

أخبرني أنه قلق وأعاد لي جميع التحاليل ولم يكن شيئا سوى انخفاض بسيط في مخزون الحديد، عدت بعد إصراري بالدعاء والقرآن والرقية لطبيعتي لمدة شهر تقريبا، خلال هذا الشهر كنت أظل متوسوسة أن أعود كالسابق وأهاجم هذا الشعور أن أحاول أن أنساه، واختفت أعراضي كلها -ولله الحمد- عدت لحبي للصباح ولبيتي ولأولادي على الرغم من إنه كان أحيانا يخطر ببالي ما قرأته على النت من قصص لأشخاص أصيبوا بأمراض مزمنة ومعاناتهم وكلما تذكرتهم أدعو لهم بالشفاء، وأن يبعد الله عني سوء الأسقام.

في يوم استيقظت وشعرت بعدم توازن خفيف ورجع لي خوف بأني سأعود لسابق عهدي، وجلست أراقب جسدي من جديد، وعدت لتصفح النت والقراءة والتفكير والقلق والشعور أني أعاني من مرض أعراضه تهجم علي من جديد كأمراض المناعة من كثر حملي للتلفون عادت آلام يدي الاثنتين والحرارة فيهما، وأشعر بشد في رجلي خلف الركبة، وآلام في الرأس من الخلف وشد في رقبتي عند إنزال رأسي، حاولت أن أتفادى الأعراض لكني لم أستطع وعدت لحزني ولكآبتي وكرهي من الصباح، وأصبحت أشعر بتنميل في أطراف أصابع قدمي الوسطيين في رجلي اليسرى خاصة عند المشي، وحرارة شديده في القدمين، وخفت كثيرا من ظهور هذا العارض الجديد، وزاد وسواسي بالمرض العضال الذي لطالما أشغل بالي، والذي زاد من خوفي أني أحلم أحلاما وعندما أستيقظ وأقرأ تفسيرها على الإنترنت يكون التفسير أنه مرض لصاحب الرؤيا.

تعبت كثيرا لا أعلم هل أنا فعلا مصابة بمرض، أو أنه الشيطان اللعين ينغص علي حياتي، لا أستطيع الذهاب لدكتور نفسي لعدم دخولهم في التأمين في البلد الذي أعيش فيه وتكلفته عالية جدا، أنا لا زلت أتناول فيتامين دال كل أسبوع حبة، ماذا أفعل؟ أبكي دائما وتفكيري متعب، ساعدوني أرجوكم، هل أعراضي مرض مزمن؟ ما سبب حرارة قدمي الاثنتين وتنميل أصابعي وخدرانها؟

علما أنهما الأصبعان الأوسطان فقط وفي قدم واحدة.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ esraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
اطلعتُ على رسالتك بكل تفاصيلها، ومن المؤكد والذي لا أشك فيه أبدًا أنك في الأصل تعانين ما نسميه بـ (قلق المخاوف الوسواسي)، ومخاوفك ووساوسك وقلقك متمركز حول صحتك الجسدية، والظاهر أن أي انقباض عضلي هنا وهناك يحدث في جسدك يستثير لديك المخاوف المرضية، وقطعًا كثرة الاطلاع والقراءة عن هذه الأمراض – التي أصبحت منتشرة حقيقة – يُبدِّد في الإنسان الثقة في أنه في حالة جيدة وصحيّة، وهذا حقيقة يُولِّد شيئًا من الأوهام المرضية والتي قد تصل لمرحلة ما نسمّيه بـ (المراء المرضي).

أنا أرى أن حالتك ليست مستعصية – أيتها الفاضلة الكريمة – أنت محتاجة أن تنقلي نفسك نقلة فكريّة مختلفة تمامًا ممَّا أنت عليه الآن. حقّري كل هذا الفكر، وابنِ قناعاتٍ جديدة أنك بفضل الله على خير، وأن الأطباء قد فحصوكِ، ولم يثبت أبدًا أنك تعانين من أي علَّة صحيَّةٍ رئيسيَّةٍ، الإنسان عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، لا بد أن نقود الفكر ولا نتركه يقودنا، خاصة إذا كان سلبيًّا، وحين نحاول فكرنا من فكرٍ سلبيٍّ إلى فكرٍ إيجابي تتحول مشاعرنا لتُصبح إيجابيةً.

أيتها الفاضلة الكريمة: التجاهل وسيلة علاجية ذهبية حقيقة، أنا أعتبرها كذلك، الإنسان لا بد أن يتجاهل، لا بد أن يتغاضى، لا بد أن يُحسِّن من خياراته حيال نفسه، ولا بد أن يكون هنالك مفهوم أنني الحمد لله بخير؛ فما الذي يجعلني أوسوس وأقلق وأتوتر؟

أنت محتاجة أيضًا لما نسميه بصرف الانتباه عن الأعراض، وهذا يُحتِّم أن تعيشي حياة صحيَّةٍ، وأول متطلبات الحياة الصحيّة في حالتك هي ممارسة الرياضة، الرياضة تقوّي النفوس قبل أن تقوّي الأجسام، وتعطي الإنسان الشعور واليقين بأنه على خير، لا تجهلي هذا الموضوع أبدًا، أي رياضة تناسب المرأة المسلمة ستكون مفيدة لك.

الأمر الثاني هو: إحسان إدارة الوقت، الفراغ بكل أنواعه – ذهنيًّا كان أو فكريًّا أو زمنيًّا – يعطي دائمًا شعورًا بالانكباب حول الذات خاصة فيما يتعلق بالصحة، وتبدأ الوسوسة والأوهام المرضية في وقت الفراغ، فحاولي أن تُديري وقتك بصورة جيدة وممتازة، وأنت الحمد لله لديك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تقومي بها، في داخل أسرتك، والاهتمام ببيتك وزوجك وأولادك.

الحرص على أمور الدين، الصلاة حقيقة فيها طمأنينة عظيمة، والدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن، بشرط أن يكون بشيء من التمعُّن والتدبُّر.

الغذاء المتوازن، أن يكون غذاؤك طيبًا ومنضبطًا، هذا أيضًا يعطيك الشعور بأنك تقومين بما هو صحيح حول صحتك، الغذاء السليم يؤدي إلى الجسم السليم -إن شاء الله تعالى-.

يجب أن تتجنبي التنقل بين الأطباء لأن هذا يؤدي إلى توهمات كثيرة جدًّا، ويكفي تمامًا أن يكون لديك طبيب – كطبيب الأسرة – تثقين به وتراجعينه في فترات دوريَّةٍ مُحددة.

بقي أن أقول لك أنك في حاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وأعتقد أن عقار (سبرالكس) دواء رائع، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرامات من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تتناوليها لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net