هل أستمر في التمريض إرضاء لأهلي، أم ألتحق بالطب البشري؟
2019-02-13 07:48:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، أبلغ من العمر 22 سنة، درست التمريض تخصص معالجة طبيعية وفيزيائية، وهذا حسب رغبة الأهل، درست طيلة 3 سنوات إرضاء لرغبتهم، لكني في قرارة نفسي أريد أن أدرس الطب البشري، لهذا ناقشت أسرتي في موضوع الالتحاق بمقاعد الدراسة مجددا فلاقيت رفضا قاطعا من قبل أخواتي بحجة أنني كبرت، ويجب أن أتزوج، بل حتى إنهن حرضن والدي ليقف ضدي.
أنا عن نفسي لست راغبة في الزواج؛ أولا: لأنني لست مسؤولة بما فيه الكفاية لأحمل على عاتقي أسرة، وثانيا: لرغبتي الشديدة في تحقيق ذاتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية: أهنئك على تحليك بقوة الإرادة، والثقة بالنفس، والطموح والتفاؤل في حب العلم والحرص عليه، ودراسة أشرف المهن التي من شأنها خدمة المجتمع، وفقك الله ويسر أمرك، ورزقك الزوج الصالح، والنجاح في حياتك عامة.
لا شك أن تغيير قناعة أسرتك بتغيير دراستك بعد إكمالها أمر صعب؛ لما فيه من تكاليف في الوقت والجهد والمال، وعلى حاسب العمر والزواج كما هو معروف لدى الأهل والناس، ولا سيما مع تخرجك من دراسة التمريض والتخصص الجيد المذكور، والأسرة قد تحتمل الإصرار على الدراسة والتخصص والقناعات في البداية وفي الدراسة وبعد إكمالها -والله المستعان-، إلا أنه قد يمكنك بعد اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستخارة، وإقناع أسرتك بلزوم الهدوء والحكمة، والاستعانة بتوسيط من تأنسين منهم الحجة والحكمة، والقبول، والتأثير من الأهل والأصدقاء.
ذكريهم بأهمية دراسة الطب ونفعه العام للأسرة، والمجتمع، والأطفال والنساء، وعدم تعارضه مع الزواج؛ بوعدك بقبول الزواج حين توفر الزوج المناسب، والتميز في الأمرين لتقديرك الشديد لهما، وكون دراسة التمريض تمهد لدراسة الطب لتقاربهما، واستعدادك التام لتحمل مسؤوليتهما، ووعدك إياهم بترك الدراسة في حالة إخفاقك في الجمع بينهما فيما لو قدر الله ذلك.
وفي حالة إخفاقك في إقناع أسرتك بعد اجتهادك؛ فلا مناص من التسليم بأمر الله وقدره وطاعة الوالدين، قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
وتذكري فضل الله عليك بالدراسة، وأن كثيرات غيرك محرومات منها أصلاً.
تحلي بحسن الظن بالله والصبر، والحكمة والهدوء، وأقبلي على الله بالدعاء والذكر والطاعة والتوكل عليه.
وفقك الله لما فيه خيرك في الدنيا والآخرة، ورزقك العلم النافع والعمل والزوج الصالح. والله الموفق والمستعان.