صديقتي تقدم لها زوج لا تعرفه ويريد الزواج سريعا، فما القرار المناسب؟
2019-02-14 04:36:14 | إسلام ويب
السؤال:
السؤال يخص صديقة لي بمثابة أختي تماما، أخشى عليها من أي أذى، تقدم لخطبتها مهندس بترول، وهو من بلد بعيدة عنها تماما، ولكن محل عمله قريب إلى حد ما، وغالبا سيستقر قرب محل عمله.
أهله ليسوا مستقرين في مصر، وإنما بين مصر والأردن؛ نظراً لأن والدته أردنية، وأبوه مصري، ليس لديه عائلة من أعمام أو أخوال، أو أي شيء، إما من توفي أو من سافر على حد قوله.
ونظرا لبعد المسافة، واختلاف المدن بينها وبينه صعب الأمر علينا للسؤال عليه، وزاد الأمر صعوبة أنهم غير مستقرين، فليس لديهم علاقات كثيرة، ولكن في مكان عمله تم السؤال عنه، والجواب كان أنه شاب ليس به سوء، جلست معه مرتين، وصلت استخارة، وشعرت بالراحة، وكذلك هو، وفي المرة الثالثة أحضر أهله، وتمت الخطبة، وهي لا تعلم عنه أي شيء مجرد أنهم ارتاحوا لبعض، ولكن لا نعلم عنه أي شيء، ولا ندري إن كان من خلفه أي مشاكل، أو ربما كان متزوجا، ولا نعلم، أو ربما كان سيء الخلق، وكما تدرون أن فترة الخطوبة بنسبة 99% شخصية غير الشخصية الحقيقية.
بالرغم من ذلك تم الاتفاق على أن موعد الزفاف بعد 60 يوما فقط من الآن ليس لديها أي وقت سوى الـ 60 يوما، وعندما اعترضت، الجميع واجهها بأن شهرين مثل سنتين، ولن تعرفه إلا بعد الزواج، والبعض الآخر يقول لها مادام صليت الاستخارة فتوكلي على الله، ولكن الله رزقنا عقلا لنفكر ونتخذ قراراً صائبا، والأمر كله لله في النهاية.
الآن هل هذا الأمر صائب وتكمل في ذلك الأمر أم ماذا تفعل؟ مع العلم أنها ليس لديها أي مبرر للاستعجال، وإنما الطرف الآخر يريد ذلك نظرا لأن أهله مسافرون، وهو يجلس وحيدا ويحتاج من يؤانسه!
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابنة عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- أشكرك على حرصك على صديقتك ومصلحتها ومستقبلها وزواجها, وهو دليل على تمتعك بأخلاق الصداقة الطيبة، أدام الله المحبة بينكما، وأسعدكما في الدنيا والآخرة.
- نعم, فإنه يحق لك القلق على هذا الزواج المستعجل، المجهول فيه أخلاق الزوج، حيث لم يتم فيه التعرف التام على الزوج، على أهمية الزواج في تحقيق مقاصد السكن النفسي والمودة والرحمة, حيث وإن التعجل المذكور قد يفضي إلى ما لا تحمد عواقبه من الفشل والإخفاق والشقاء والشقاق والطلاق.
- لا بد من تحقيق التوافق الروحي والعقلي لتحقيق حياة سعيدة وآمنة ومطمئنة، وبناء المجتمع.
- ولا شك أن الخطأ في اختيار الزوجين بلاء عظيم، والخطأ في اختيار شريك الحياة أخطر وأعظم من الخطأ في اختيار شريكة الحياة.
- فلا بد من الاطمئنان التام لما لا بد من الاطمئنان منه كمنطقة السكن والاستقرار، ومدى استعدادها لمفارقة منطقتها وأهلها، شريطة التماس الوقت والأسلوب المناسبين، والتحلي بالصبر والثقة بالنفس، وقوة الملاحظة، والتحليل والاستنتاج.
- ويمكن التعرف على الزوج خلال تبادل الحوار معه في مواضيع عامة، وأيام الطفولة، ومشكلات الحياة، ومعرفة ميوله واهتماماته وأصدقائه وطريقة تفكيره، وما يقرأ من كتب، أو يتابع من برامج ومعرفة سلوكياته، مع أهلك وأهله، ونحو ذلك مما له علاقة ماسة بالحياة الزوجية, ويمكن إدراك ذلك من خلال توسيط بعض العقلاء من أهلك في معرفته أو بالاتصال الهاتفي الملتزم.
- ولأن يتأخر الزواج بضمان توفر نجاحه بحسب الظاهر أقل ضرراً من تعجله على جهل وغموض, والفتاة هي صاحبة الحق في القبول والرفض، إذ لا يجوز إكراهها على الزواج بغير رضاها مع ضرورة رضا ولي نكاحها وتشاورها معه.
- أوصيكما بالتضرع إلى الله تعالى بالدعاء والاستخارة، وزيادة التأني والتمهل والتريث والبحث والسؤال.
- وأسأل الله لكما التوفيق والسداد والصبر والحكمة والهدى والصواب والرشاد، والله الموفق والمستعان.