هل هناك علاقة بين الشخصية التجنبية والاكتئاب؟
2019-03-24 07:24:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وددت يا دكتور أن توضح لي: هل هناك علاقة بين الشخصية التجنبية والاكتئاب؟ وهل يصاب الشخص الذي لديه شخصية تجنبية باكتئاب؟
السؤال الثاني: هل هناك علاج للشخصية التجنبية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
موضوع اضطراب الشخصية أيا كان نوعه يجب أن يتم تشخيصه بواسطة طبيبٍ مختص، أو أخصائي نفسي مقتدر.
أنا لا أنصح الناس أبداً أن تطلق على ذواتها مسميات وألقاب وتشخيصات خاصة فيما يتعلق بالشخصية، وهذه النقطة نقطة مهمة جداً وارتكازية، إذا تأكد تشخيص الشخصية التجنبية فالإنسان يكون عرضة لعدة حالات نفسية أخرى، منها الاكتئاب، ومنها الرهاب، ونوبات الهرع والوسوسة، هذه كلها قد تحدث، ولكن ليس من الضروري أن تحدث أيضاً بمعنى أن هنالك بعض الناس إذا توفرت لهم الظروف المهيئة وكانت شخصياتهم من النوع التجنبي المعروف، قد يحدث لهم تغير نفسي آخر ويكون الضلع التشخيصي الأول هو شخصية تجنبية، والضلع التشخيصي الثاني هو العلة النفسية التي ظهرت على الإنسان، كانت اكتئابا أو مخاوف.
فإذاً هنالك علاقة بين الشخصية التجنبية والاكتئاب النفسي، لكن هذه العلاقة ليست قاطعة، إنما الشخصية التجنبية قد تجعل الإنسان لديه القابلية والاستعداد لأن يصاب بالاكتئاب النفسي إذا تعرض مثلاً إلى ظروف حياتية سلبية وغير مواتية، ولم يكن لديه القوة والدفاعات النفسية التي تحميه من الاكتئاب، هذا هو الموقف العلمي فيما يتعلق بالعلاقة بين شخصية الإنسان والاكتئاب النفسي.
الشخصية التجنبية أيها الفاضل الكريم يمكن أن تعالج وتتحسن من خلال العلاجات التأهيلية:
أولاً: بأن يحقر الإنسان فكرة الشخصية التجنبية؛ بأن يدرك الإنسان ما هي الشخصية التجنبية، وأن تكون لديه برامج سلوكية يلتزم بتطبيقها، وأنا وجدت أنه من أفضل أنواع العلاجات هو العلاج الاجتماعي مع التفكير الإيجابي، العلاجات الاجتماعية إذا طبقها الإنسان أو قام والتزم بالواجبات الاجتماعية هذا يساعده، أن تلبي الدعوات مثلاً: الأفراح، الأعراس، العزائم، أن تشارك الناس في أتراحهم، تقديم واجبات العزاء، المشي في الجنائز، زيارة المرضى هذا كله فيه خير كثير.
الترفيه الجماعي عن النفس، مثلاً ممارسة رياضة جماعية ككرة القدم، الجلوس مع الأصدقاء أو الخروج معهم بصورة مجدولة ومنتظمة، حسن إدارة الوقت أيضاً يساعد في علاج الشخصية التجنبية، تطوير المهارات الشخصية كمهارة التخاطب أيضاً مهم جداً، واستعمال لغة الجسد ومراعاة تعبير الوجه حين التحدث إلى الآخرين، وكذلك نبرة الصوت، الانخراط في عمل اجتماعي أو تطوعي، حضور حلقات تلاوة القرآن هذه يا أخي كلها علاجات وعلاجات عملية ومن الواقع، وهذه سهلة وجيدة ومفيدة وترفع الكفاءة النفسية عند الإنسان، إذاً الشخصية يمكن أن تتطور ويمكن أن تتغير ولا نعتبرها أمراً ثابتاً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.