كيف أقنع أبي وأمي برفض فكرة إكمال التعليم؟
2019-07-15 04:07:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
هل يجوز للفتاة متابعة دراستها؟ ففي الحقيقة أنا لا أريد ذلك، لكن أبي يريد أن أكمل دراستي، ويشجعني على متابعتها، ولكن لا أستطيع أن أقول له ذلك، وأعرف أن أمي سترفض تلك الفكرة تماما، فأنا أريد البقاء في المنزل فقط؛ لأني مهما درست فإني في النهاية سأتزوج وأبقى في المنزل، فلماذا أكمل دراستي؟
كما أن العالم الخارجي أصبح مخيفا، فكيف أخبر أبي وأمي وأقنعهما برغبتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ elghachifatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك - ابنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على فعل ما فيه إرضاء والديك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقِّق لك العلم النافع والعمل الصالح والسعادة والآمال.
أرجو أن تكملي دراستك وطلبك للعلم، واعلمي أن طلب العلم عندنا عبادة، ومذاكرة العلم عندنا تسبيح، والسهر من أجل العلم جهاد، وبذل العلم صدقة، فأكملي دراستك، وصححي قبل ذلك وبعده نيّتك، واعلمي أن العلم لا يُطلب للوظيفة فقط، بل ينبغي أن يكون هدفنا أكبر، والمرأة المتعلِّمة تفيد زوجها وتدرِّس أطفالها، وينعكس العلم على أدائها في حياتها الأسرية والاجتماعية، ولن تندمي أبدًا على مواصلة الدراسة، ولكن الندامة تكون في ترك العلم، وكم من امرأة تعلَّمت فنفع الله بها أولادها وزوجها وأهلها وأُمَّتها، بل إن نيل الشهادة قد يكون مفتاحًا لك للعمل في تعليم بنات الناس، وقد يعود لك من ورائه فوائد مادية واجتماعية، والإنسان قد تضطرُّه ظروف الحياة إلى أن يعمل، والشهادة المدرسية من أهم ما يعين على نيل وظائف مناسبة بعد توفيق الله.
ولا يخفى عليك أن في توقفك عن الدراسة تضييع لجهد السنوات، وقد يجلب لك عدم رضا الوالدين، وليس في وجود الشريرات سببٌ لترك الدراسة، فمن واجبك اختيار صديقات صالحات، والمدارس عامرة بالصالحات بل والمصلحات، كما أن البيوت لم تَعُد آمنة بعد وجود القنوات والإنترنت، كما أن صديقات السوء موجودات في المدارس وفي الأحياء السكنية وفي كل مكان، فأحسني اختيار الصديقات، وتوجهي إلى رب الأرض والسموات.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع مواصلة الدراسة ما دمت قادرة على ذلك، واجتهدي في فعل ما يُرضي والديك طالما كان في الأمر طاعة لله، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، ونكرِّرُ الترحيبُ بك في موقعك.