أخاف على مشاعر الزملاء كثيرا على حساب مشاعري، فهل أنا حساس؟

2019-04-01 05:35:43 | إسلام ويب

السؤال:
مرحبا دكتور،،

باختصار شديد، أشعر بضيق في صدري، مع شعور بالهم والغم، وضيق النفس، والكدر من أتفه المشاكل، خاصة المشاكل مع زملاء العمل، وأخاف على مشاعر الزملاء كثيرا على حساب مشاعري.

قرأت قليلا ووجدت أن هذه الصفات تشبه صفات الشخصية الحساسة.

أرجو الإفادة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Forecastlion حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أول ما ننصحك به -أيها الفاضل الكريم- هو تذكّر الدعاء المذكور والأخذ به: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، هذا دعاء عظيم، خيره كثير، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أنت فيما مضى أوضحت في استشارتك التي رقمها 2403864 أنك أُصبتَ بأعراض نفسية قلقية بعد القسطرة القلبية، وقد وُجِّهتْ لك الإرشادات المطلوبة، وأيضًا في استشارة سابقة رقمها 2295722 تحدثت عن الخوف والضيق والهلع الذي ينتابك، وقد وجَّهناك أيضًا من خلال بعض الإرشادات وكذلك العلاج الدوائي.

الآن أنت -أخي- تشتكي من الضيق في صدرك مع الشعور بالهم والغم وضيق النفس والكدر، هذه أعراض قلق اكتئابي ولا شك في ذلك، وربما يكون الأمر متعلقا بشخصيتك، هي شخصية قلقة حسَّاسة -كما تفضلت- الحساسية عبَّرت عنها بقولك أنك تخاف على مشاعر الزملاء كثيرًا على مشاعرك، وهذا - أخي الكريم - أمرٌ جميل أن تُراعي الناس، لكن يجب أن تُواجه هذه الأمور على منهج وسطي، يجب ألَّا تكون الأمور لا على حسابك وكما لا على حساب زملائك، أن تنتهج المنهج الوسطي الحكيم، وأن تتعامل مع نفسك بشيء من المرونة، وكذلك مع مَن حولك.

أخي الفاضل: حسن التواصل الاجتماعي والتفكير الإيجابي مطلوب لعلاج مثل هذه الحالات. والعلاجات الدوائية أيضًا مفيدة جدًّا. أنت فيما مضى وصفنا لك الفافرين كبديل للإفكسور، ولا أدري إن كنت قد تناولته حسب ما هو موصوف أم لا.

تناول العلاج الدوائي أراه مهمًّا جدًّا بالنسبة لك، وإن تناولت أحد مضادات القلق مثل الـ (ديناكسيت) بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين -مثلاً- سيكون علاجًا داعمًا جدًّا لإزالة الضيقة والكتمة التي تحسّ بها. هذه الضيقة نتيجة لتوتر عضلي يحدث في القفص الصدري، لأن التوترات النفسية تتحول إلى توترات عضلية، وأوّل عضلات الجسم تأثُّرًا هي عضلات الصدر، لذا ممارسة الرياضة، ممارسة التمارين الاسترخائية، أن تجعل نمط حياتك نمطًا سهلاً طيبًا أريحيًّا، وأن تكون حسن التوقعات، وأن تحسن تواصلك الاجتماعي، هذا يعود عليك بخير كثير جدًّا.

أخي: اجعل الرياضة جزءًا من حياتك، الرياضة مهمَّة، وعليك أن تُطبق التمارين الاسترخائية بناء على ما ذُكر في استشارة إسلام ويب والتي رقمها 2136015 أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين وفائدتها مؤكدة بإذن الله تعالى لمن ينتظم في تناولها، فأرجو أن تحرص على ذلك.

أخي الكريم: النوم الليلي المبكّر أيضًا يُساعدك، التعبير عن الذات وتجنّب الاحتقانات النفسية أيضًا نعتبره أمرًا هامًّا وضروريًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net