الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي حدث لك حالة نفسية، وهي نوع من القلق الحاد الذي يأتي دون أي مقدمات، ويظهر في شكل أعراض نفسية، وكذلك أعراض جسدية، والشعور بقرب الأجل والخوف الشديد من الموت هو أحد الأعراض المصاحبة لنوبات الفزع والهرع هذه، الحالة معروفة ولا علاقة لها بعمر الإنسان أو أجله، وهذا الذي يقال حول أن الإنسان يحس بموته قبل أربعين يوماً لا سند له، هذا الكلام ليس صحيحا، والحالة تسبب الكثير من الإزعاج للناس، خاصة صغار السن من أمثالك، لكنني أؤكد لك أنها ليست خطيرة، إنها لا تعجل بأجل الإنسان ولا تزيد في عمره.
فإذاً صححي أفكارك، صححي مفاهيمك، صححي معتقدك حول هذه الحالة، فهي مجرد قلق نفسي مصحوب بأعراض جسدية، وقلق المخاوف من هذا النوع يؤدي إلى وسوسة لمعظم الناس، وهذه الوسوسة دائماً حول المستقبل ما الذي سوف يحدث؟ ما فائدة الحياة أشياء من هذا القبيل، وهذا كله كلام يجب أن يحقر، يجب أن لا يلتفت الإنسان إليه، يجب أن يتجاهله، هذا هو العلاج الأساسي.
وفي ذات الوقت حاولي أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة؛ لأن الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي قد يؤدي إلى مثل هذا النوع من الأعراض، نامي ليلاً في وقت مبكر لأن هذا يعطيك راحة تامة كاملة جيدة، ولا تنامي أثناء النهار، رتبي وقتك ونظميه، وقسميه بصورة ممتازة، مارسي أي رياضة الرياضة جيدة جداً أي رياضة تناسبك كفتاة مسلمة سوف تجدينها مفيدة جداً لك، من الناحية النفسية وكذلك الناحية الجسدية، لا تكتمي، عبري عن رأيك، وعبري عن أفكارك، تواصلي اجتماعياً مع صديقاتك، احرصي على صلواتك في وقتها، الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء تبعث طمأنينة كبيرة جداً في الإنسان وفي نفسه.
وهنالك تمارين نسميها تمارين الاسترخاء مهمة ومفيدة تمارين التنفس المتدرجة وتمارين قبض العضلات وشدها كلها ذات فائدة كبيرة جداً، فحاولي أن تتدربي عليها، وإن ذهبت إلى أخصائية نفسية سوف تدربك عليها، وإن لم يكن ذلك ممكناً توجد لإسلام ويب استشارة رقمها
2136015 يمكنك الرجوع إليها والاطلاع على محتواها وتعلم هذه التمارين بصورة جيدة وتطبيقها كما هو مطلوب، اجتهدي في دراستك هذا مهم جداً؛ لأن الإنسان حين يجعل لحياته أهدافا ومعاني لا تشغله مثل هذه الأعراض بل تختفي وتنتهي تماماً، في بعض الأحيان نعطي دواء، ومن أفضل الأدوية دواء يسمى سبرالكس، لكن أراك لست في حاجة إليه في هذه المرحلة.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.