تناول الدواء النفسي دون استشارة الطبيب هل يؤثر على القلب؟
2019-04-04 05:04:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي، وبدأت بأخذ دواء زوالفت نصف حبة لمدة عشرة أيام، وبدأت برفعها إلى حبة كاملة يوميا، وأصبحت آخذ معها دواء اندرال 40 ملغ.
تغيرت تغيرا ملحوظا فما عدت أعاني من تسارع النبض، ولا برودة في الأطراف، لكني خائفة من تدهور حالة القلب؛ لأني آخذه بدون الرجوع إلى الطبيب، وقبل أن أتناوله بأسبوع تقريبا تعبت وأحسست بدوخة، وذهبت إلى طبيب، وأخبرني أن الضغط لدي نازل، ونزول الضغط قد يكون حدث بسبب التوتر؛ لأنني كنت متوترة جدا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عندما نتكلم عن أعراض نفسية لا بد أن نتأكد من التشخيص، والتشخيص يكون من مسؤولية الطبيب النفسي المقتدر، وكثير من الناس يخلطون بين الأعراض والأمراض بمعنى أن الإنسان قد يكون لديه شيء من الخوف في مواقف اجتماعية معينة مثلاً، لكن ليس من الضروري أن يكون تشخيصه الرهاب الاجتماعي الكامل، الوسواس القهري تشخيص معين له ضوابطه المعيارية والوسوسة موجودة لدى معظم الناس لكن ليس من الضروري أن تصل إلى مستوى الوسواس القهري الذي نعتبره مرضاً.
عموماً الذي أريد أن أنبه له هو أهمية التشخيص قبل أن يبدأ الإنسان العلاج، فإن كان هذا التشخيص الذي ذكرته وهو الوسواس القهري والرهاب كان من قبل طبيباً، فهنا أقول لك الزوالفت دواء ممتاز ودواء فاعل والجرعة العلاجية هي حبتين في اليوم على الأقل أي 100 مليجرام يومياً، ويتناولها الإنسان لفترة تحدد من قبل الطبيب حسب شدة الأعراض وحدتها، وبعد أن تختفي الأعراض تماماً بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى جرعة وقائية، مثلاً حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر ثم تخفض إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، وفي بعض الحالات قد نحتاج لأكثر من 100 مليجرام، علماً بأن الجرعة القصوى للزوالفت هي 200 مليجرام في اليوم، لكن هذه الجرعة يجب أن لا يتناولها أي إنسان دون أن يكون تحت الرقابة والمتابعة الطبية النفسية.
بالنسبة ما أصابك من تسارع في ضربات القلب وبرودة في الأطراف: هذا قد يكون من الخوف والتوتر، ومن الأفضل طبعاً التأكد من الحالة الجسدية للإنسان، وأنت ذكرت أنك ذهبت إلى الطبيب وقد أخبرك أن هنالك نزولا في ضغط الدم وقد يكون نزولاً عرضياً؛ لأن التوتر لا يؤدي إلى نزول في ضغط الدم، إنما إلى ارتفاع بسيط في بعض الأحيان.
عموماً إجراء الفحوصات الطبية مهم وسوف يطمئنك كثيراً، وفحوصات طبية أساسية تتأكدين من مستوى الدم، مستوى السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الدهنيات، ومستوى أنزيمات الغدة الدرقية على وجه الخصوص، هرموناتها مهمة جداً لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي إلى التوتر، وقد يؤدي إلى تسارع شديد في ضربات القلب، أيضاً معرفة مستوى فيتامين د وفيتامين ب12 مهم وضروري.
الاندرال بجرعة 60 إلى 80 مليجرام في اليوم ربما يخفض ضغط الدم أيضاً، أنت تتناولين 40 مليجرام ونسبة لأن الاندرال لا يظل في الدم كثيراً بمعنى آخر أن عمره النصفي قصير يجب أن تكون الجرعة مرتين في اليوم، وأنا اقترح عليك أن تتناولي الاندرال بجرعة 10مليجرام فقط صباح ومساء، أو 20 مليجرام صباح ومساء وذلك إن كان الطبيب قد نصحك ب 40 مليجرام لا تتناوليها كجرعة واحدة هذا خطأ، فلا بد أن تلجئي للأساليب العلاجية الأخرى كتمارين الاسترخاء فهي مفيدة، وممارسة الرياضة مفيدة، والتواصل الاجتماعي المثمر والإيجابي قطعاً هو علاج ممتاز، وحسن تنظيم الوقت هذه كلها علاجات.
والوسواس قطعاً يجب أن لا يستجيب الإنسان له بل يرفضه، ويكون لك القدرة التامة على مقاومته وتحقيره وتجاهله وعدم الاهتمام به، ويجب أن لا يكون هنالك أي نقاش مع الوسواس لأن الفكر الوسواسي إذا قام الإنسان بتحليله أو نقاشه أو محاولة تفسيره يزداد.
وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً. وبالله التوفيق والسداد.