ما هو أفضل علاج للاكتئاب يعيدني للصلاة والحياة؟
2019-04-29 09:11:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من القولون العصبي والاكتئاب والملل واليأس والعصبية الشديدة، لا طعم للحياة، راجعت العيادة النفسية، وصرفوا لي السبرالكس فاستخدمته لمدة أسبوع، ولكني تعبت منه وأصبت بخمول شديد، واستخدمت البروزاك لمدة شهرين، ولكن بدون فائدة، واستخدمت الأفسكور، وسبب لي ألم البطن وقلة النوم، فأرجو وصف علاج يناسب حالتي، فأغلب الأطباء لا يهتمون، فقط يصرفون الدواء.
بطني حساس لا أستطيع القيام بأي مجهود، ابتعدت عن الصلاة والأهل، ومتضايق من ترك الصلاة بسبب التعب الشديد، فقدت الأمل، كنت اجتماعيا وصرت منعزلا لا أحب مخالطة الناس، وصرت عصبيا، أرى الكثير استفادوا من العلاج إلا أنا، دفعت أموالا كثيرة ولم أستفد، صرت حقل تجارب، فهل هناك علاج للاكتئاب؟ هل علي أثم لتهاوني في الصلاة؟ علما أني أبكي إذا رأيت الناس تذهب للصلاة وأنا محروم منها بسبب مرضي.
شهر رمضان قريب، وأنا في ضيقة لأني لن أستطيع الصلاة وقراءة القرآن كما الناس، تيقنت تماما أني من أهل النار، وأحيانا لا أستطيع الصيام ولكن أجبر نفسي، ولا أحس بالصلاة والصيام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لم تذكر عمرك، ,هذا قد يكون مطلوبًا، لكن عمومًا أقول لك: حتى تطمئن أرجو أن تجري فحوصات طبية، تذهب لطبيب الأمراض الباطنية المتخصص في الجهاز الهضمي، وتجعله يقوم بفحصك فحصًا كاملاً، هذا مهم؛ لأن معرفة نتائج الفحص تُطمئن الإنسان كثيرًا، وفي ذلك رسالة نفسية إيجابية جدًّا، والأعراض سوف تخفُّ كثيرًا.
الأمر الآخر هو: لا أريدك أبدًا أن تعتمد على العلاج الدوائي دائمًا، الدواء يُساعد، وهو عامل وليس كل شيء، نمط الحياة هو المهم والضروري: أولاً ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، مهمَّةٌ جدًّا لعلاج الاكتئاب والتوترات والأعراض النفسوجسدية المتعلقة بالجهاز الهضمي. إذًا الرياضة علاج، وتوزيع الوقت وتقسيمه بصورة جيدة علاج، التواصل الاجتماعي علاج وعلاج مهمٌّ جدًّا، والنوم الليلي المبكّر، وأن ترفّه على نفسك بما هو طيب وجميل.
أمَّا بالنسبة لموضوع الصلاة أخي الكريم: أحزنني ما ذكرته حقيقة، لأن الصلاة هي عماد الدين، والصلاة هي باب من أبواب الراحة، وأذكّرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أرحنا بها يا بلال) وبأنه صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة، وكان يقول: (حبب إلي من دنياكم ثلاث) ومنها قوله (وجعلت قرة عيني في الصلاة).
فأرجو ألَّا تجعل للشيطان سبيلاً إلى نفسك أبدًا، كن حازمًا وصارمًا مع نفسك، {فاتقوا الله ما استطعتم} أخي الكريم، هذا هو المبدأ، وأنت تستطيع الحمد لله تعالى، فلا تضع نفسك في موضع المتخاذل المتكاسل، ولا تكن من أصحاب الهمم الساقطة، يجب أن تكون من أصحاب الهمم العالية.
احرص على صلاة الجماعة، سوف تُحسِّن من دافعيتك، والآن نحن مقدمون على رمضان موسم الخيرات، فيجب أن تدفع نفسك، ولا تفوّت هذه الفرصة العظيمة وهذا الخير الكبير، إذًا - أخي - نمط الحياة هو الذي سوف يُساعدك كثيرًا في العلاج، وأريدك أن تكون متفائلاً، وأن تكون حسن التوقعات.
أحزنني أيضًا قولك أنك أيقنت أنك من أهل النار، لماذا هذا التشاؤم - أخي الكريم - رحمة الله واسعة جدًّا وعظيمة جدًّا، والإسلام كله أمل ورجاء، والتوبة تجُبَّ ما قبلها، والإسلام يجب ما قبله، وإذا أصدق العبد في توبته بدَّل الله سيئاته حسنات، ويتوب الله على منَ تاب، فهذا الفكر السلبي لن يُساعدك، هذا الفكر السلبي يزيد من الكرب والآلام النفسية والجسدية كذلك.
أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا - أخي الكريم - أبشرك بأن الـ (سلبرايد) والذي يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) كدواء ابتدائي سيكون هو الأحسن في حالتك، توقَّف من البروزاك، أو أنك الآن لا تتناوله، أمَّا بالنسبة للسبرالكس فاجعله خمسة مليجرامات فقط - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات - وابدأ في تناول الدوجماتيل بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا، دواءٌ لطيفٌ ولا يؤدي إلى أي متاعب، وجيد للجهاز الهضمي.
استمر على هذه الجرعة من الدوجماتيل لمدة أسبوعين، واستمر على السبرالكس بجرعة الخمسة مليجرامات، ثم بعد ذلك أريدك أن تنتقل إلى الدفع الدوائي - أو ما نسميه بالإطماء الكيميائي الإيجابي - بأن تجعل جرعة السبرالكس عشرة مليجرامات، وتجعل جرعة الدوجماتيل خمسين مليجرامًا صباحًا وخمسين مليجرامًا مساءً، وأعتقد أن هذه سوف تكون جرعة ممتازة وكافية، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الدوجماتيل واجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا - أي كبسولة واحدة - وترفع جرعة السبرالكس وتجعلها عشرين مليجرامًا، تستمر على هذه الكيفية لمدة ثلاثة أشهر، ثم استمر على الدوجماتيل أيضًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عنه، أمَّا السبرالكس فبعد أن ترفعه إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر تخفضه بعد ذلك إلى عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
إذا اتبعت - أخي الكريم - هذا المنهج العلمي الرصين والجيد فسوف تستفيد من الدواء كثيرًا، وأرجو ألَّا تنسى التطبيقات التي ذكرتها لك، وكل عامٍ وأنتم بخير.