أنا مريض بالفصام ولا أستطيع الصوم، فما الحكم؟
2019-05-19 08:28:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا مريض بالفصام برانيد (escosefrenya para no de) مند 9 سنوات، لا أستطيع العمل، وأقضي وقتي في مشاهدة التلفاز أو استماع القرآن أو الأغاني، عندما مرضت كنت في حالة يرثى لها، كنت فقدت عقلي بالكل، ولكن أخي ذهب بي إلى المستشفى وبدأت بشرب أدوية وتحسن حالي، وأصبحت أعلم ما أقول وما أفعل، ولكن أعاني من القلق والهلع، وفكرة بأنني مجنون لا تزول من عقلي.
أنا أعرف بأني تحسنت، ولا أستطيع صوم رمضان منذ مرضت، وضميري يعذبني، ولكن أخي ينعتني بالفاشل، أشعر في وقت الصوم بجوع وعطش شديد، ما حكم الإسلام في فطري؟ أنا أفطر مختبأ من عائلتي ولا أحد يعلم بذلك، علما بأني قد صمت رمضان كاملا وعمري 7 سنوات.
المرجو الإفادة، وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأهنئك -أخي الكريم- بقدوم شهر رمضان الكريم شهر الخيرات وشهر البركات، نسأل الله تعالى أن يتقبل طاعتكم.
أخي الكريم: أولاً: مرض الفصام ليس بالسوء الذي يعتقده الكثير من الناس، الحمد لله تعالى الآن أصبحت هنالك علاجات دوائية ممتازة، ووسائل تأهيلية متاحة جعلت الكثير من مرضى الفصام يعيشون حياة طبيعية أو شبه طبيعية، ويا أخي الكريم أنت الحمد لله مرتبط بالواقع، ورجل صاحب بصيرة، وتميز بين الخطأ والصواب، والحق والباطل، فيجب أن ترفع عن نفسك أي نوع من الوصمة الاجتماعية، لا تقلل من ذاتك أخي الكريم، انطلق في الحياة، لا بد أن تعمل، العمل مهم جداً وقيمة الرجل في العمل، والعمل وسيلة تأهيلية ممتازة.
وأرجو أن لا تسمح لأحد أن يعاملك كمعاق، حتى أعضاء أسرتك الذين هم يحبونك ويكنون لك كل تقدير، ويريدون أن يقدمون لك أي مساعدة بأي طريقة كانت، هذا كله طيب لكن يجب أن لا تكون أنت الضحية من خلال الشفقة الزائدة، طمئنهم أنك بخير، طمئنهم أنك صاحب دافعية، بل شارك الأسرة في كل ما يساعد على تطويرها، هذا هو المفهوم الذي يجب أن تبنيه.
واجلس مع نفسك وضع لحياتك قيمة، لا بد أن يكون هنالك مشروع حياة، لا بد أن يكون هنالك هدف -أخي الكريم- حتى وإن كان بسيطاً، فأرجو -يا أخي- على هذه المبادئ السلوكية الرسينة والممتازة أن توجه حياتك فيما هو قادم من أيام، ما مضى قد مضى لا تأسى على ذلك -أخي الكريم-، لكن أنا متأكد أنك إذا عزمت وقصدت وكان هنالك إصرار من جانبك تستطيع أن تفعل الكثير والكثير.
وبالنسبة للصوم -أخي الكريم- المبدأ الشرعي المعروف هو (واتقوا الله ما استطعتم، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، -أخي الكريم- أنا لدي كثير من مرضى الفصام ويصومون والحمد لله تعالى دون أي مشكلة، حتى لدي مريض لديه عجز جزئي في وظائف الكلى وهذا أمر ليس بالسهل ولديه مرض الفصام ويصر على الصيام، فيا أخي الكريم لا تفوت على نفسك هذه الفرصة العظيمة، ولا تنو أن تفطر، إنما تنوي أن تصوم، وابدأ بالصيام، وإن عجزت لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، الأمر في غاية البساطة -يا أخي الكريم- فأرجو أن تتيح لنفسك هذه الفرصة العظيمة وناقش الأمر مع طبيبك إن كان الطبيب مسلماً وتثق فيه فأرجو أن تناقش معه أيضاً أمر الصيام، لكن أنا وضعت لك الإطار العام هو أن لا ينوي الإنسان أنه لن يصوم، هذه مشكلة كبيرة، كثير من الناس ألبسوا أنفسهم ثوب الفشل في كل شيء، لأن نيتهم من الأول هي أن لا يقدمون على فعل الشيء، وهذا ينطبق على الصيام، أنا -أخي الكريم- لا أريد أن أشعرك بالذنب، ولا أريد أن أكلفك فوق طاقتك أبداً، لكن رأيت من الواجب أن أنصحك لشيء فيه خير كثير لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم (استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان)، وتليه إجابة الدكتور حسن شبالة (مستشار العلاقات الأسرية والتربوية ).
++++++++++++++++++++++++++++++
نسأل الله أن يشفيك ويعافيك من كل داء يؤذيك.
اعلم -وفقك الله- أن من شروط التكليف العقل، ومن فضل الله تعالى أنه إذا سلب ما وهب من العقل أسقط ما وجب من التكاليف الشرعية، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق، والصبي حتى يدرك، والنائم حتى يستيقظ) رواه أحمد.
ومريض الفصام له حالتان:
- إما أن أغلب حاله لا يعقل، فهذا لا صوم ولا صلاة عليه، وأظنك لست من هذا النوع.
- وإما أنه يعقل فهذا يشجع نفسه على الصوم ويعودها عليه، وسوف تمتثل وتنجح في أداء هذه الفريضة العظيمة مع المسلمين في هذا الشهر الكريم.
ولكن إذا كان الصوم يؤثر على بعض المرضى المصابين بهذا النوع من المرض بحسب فتوى الطبيب الثقة، فهذا يجوز له أن يفطر أثناء المرض، ثم يقضي عند الشفاء.
وعليه ننصحك بالذهاب إلى طبيب ثقة ينظر في حالتك ويقدر هل يضرك الصوم أم لا، فإذا أرشدك للصوم فصم، وإن أرشدك للفطر فأفطر، وعليك القضاء عند الشفاء.
وفي كل الأحوال ننصحك أن تشجع نفسك على تجاوز هذه المشكلة، واعمل بنصيحة د. محمد عبد العليم فقد أرشدك إلى جوانب مهمة عليك بملاحظتها حتى يكتب الله لك الشفاء.
وفقك الله لما يحب ويرضى.