طفلي يشتكي من الصداع ويجلس طويلاً مع الأجهزة الإلكترونية!
2019-06-24 06:21:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدي ابن عمره خمس سنوات، وزنه 16 كلغ، أكله نوعي وقليل، منذ 3 شهور أو خمسة شهور لاحظته يشتكي مرة من صداع أمامي بالجبهة، ومرة من كامل الرأس، ومرات ألاحظه يقول: لا يقدر أن ينزل رأسه لأنه يؤلمه جهة الجبهة، ومرة مثل اللسعة، يعني يكون عاديا لكن فجأة يمسك رأسه الأيسر ويقول: ثوان فقط وتروح، ووقتها أحس أن الألم يأتي فجأة مثل اللسعة.
هذه اللسعة جاءت ثلاث إلى أربع مرات على مدار 3 شهور، لكن الصداع شبه أسبوعي ألاحظه عليه، يشتكي كثيرا منه، أحيانا بعد اللعب الحركي المجهود عندما يعرق ويسخن جسده يقول صدعت، وأحيانا في وقت الراحة.
نظامه يا دكتور: يحب مشاهدة التلفاز، تقريبا من 4 ساعات إلى 7 ساعات متفرقة، يعني يجلس ساعة كاملة، بعدها يلعب قليلا ويرجع يشاهد التلفاز قليلا ربع ساعة بعدها يلعب، يعني غير متواصل، وأكثر شيء يتواصل لمدة ساعة.
الجوال أيضا يجلس عليه ساعتين تقريبا أو أكثر، حاولت أسيطر عليه لكنه يزعل ويعصب كثيرا، وفقط يريدني ألعب معه اللعب الحركي، وإذ رفضت فإنه يجلس على الجوال والتلفاز، بدأت أقلق عليه من مشكلة الصداع المستمر، وأتعبني بحبه للأجهزة وألعاب الجوال، فما نصحكم لحالته؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشواق حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يسعدنا بعافية ونجابة الأطفال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يقينا جميعًا من شرور مواقع التواصل والجوال، وأن يوفقنا للاستخدام الأمثل الذي لا ضرر فيه على الصحة والعقائد والقيم وكرم الخصال، وأن يُحقق لنا في طاعته الآمال.
لا شك أن الشكوى الحاصلة من الطفل لها علاقة بالجلوس الطويل أمام الأجهزة ومعها، ولابد من تقنين وقت الجلوس، واعلمي أن ما زاد على الساعة مرفوض، كما أن الجلسة الواحدة ما ينبغي أن تزيد عن ربع ساعة إلى عشرين دقيقة، هذا في حال الكبار، أمَّا الصغار فالنجاح يتحقق بمنعهم من الأجهزة، وإن كان لابد فأرجو أن لا تطول الجلسة الواحدة عن خمس دقائق، ثم يلعب بها ويتحرك قبل أن يعود مرة أخرى.
وأرجو أن تخصصي له وقتا طويلا للعب معه والخروج به، كما أرجو أن يخصص والده له وقتا آخر ليشاركه في ألعابه، ويطلب منه مساعدته في تقريب البعيد.
ولا يخفى على أمثالك أن اللعب مهم للأطفال ومفيد، وأحسن اللعب ما نتج عنه تعلم مهارات واكتساب خبرات حياتية، وأكمله ما كان فيه مشاركة وأدوار وجماعية، وأعظمه متعة عند الصغار ما كان بحضور ومشاركة آبائهم وأمهاتهم ومعلميهم، وقدوة الناس في هذا المعلم الأعظم والمربي الأكرم الذي لم تشغله أعباء الرسالة عن أن يُعطي الطفولة حقها وحظّها، فداعب ولاعب وخالط الصغار، حتى أخرج منهم القادة العظام الكبار، ونحن ننصحك بما يلي:
1) الدعاء للطفل ولنفسك.
2) الاستجابة لرغبته ومشاركته بألعاب حركية.
3) مساعدته في اختيار الألعاب الهادفة التي تدرب على الدقة والتوازن والتفكير.
4) تحصينه بالأذكار وبالرقية، وتعويده على ترداد الأذكار عند دخول الحمام والخروج والدخول والنوم.
5) تنظيم وتحديد أوقات المشاهدة ونوع المشاهدة.
6) التركيز على إيجابياته والاهتمام بإنجازاته.
7) ربطه بأطفال طيبين؛ فإن الصبي عن الصبي ألقن، كما قال الغزالي -رحمه الله-.
8) إظهار الوفاق مع والدته وتبني خطة واحدة في التعامل معه.
9) عرضه على طبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
10) الاستمرار في التواصل مع موقعكم لمتابعة الحالة.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النية والذرية.