تركتني صديقتي وأصبت بالاكتئاب فكيف أتجاوز ذلك وأعود طبيعيا؟

2019-09-26 04:16:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد طرح مشكلتي، كنت مع صديقة أحبها كثيرا، وأثرت علي بعد تركي، وأصبت باكتئاب وكره لنفسي، ولا أحب أي شيء كما كنت، ولا أجلس مع الأصدقاء كالسابق، وأكملت عليها إصابتي بدوخة بسيطة عند الوقوف، ذهبت لطبيب الأمراض العقلية وأعطاني أدوية للاكتئاب، لكن نفس الشيء أريد أن أفرح في حياتي كما كنت.

أصبحت لا أعرف نفسي من أنا عندما أنظر في المرآة؟ أصبحت لا أنظر كثيرا، أريد أن أفرح فقط ، وأعود كالسابق، ولا يأتيني الوسواس، هل هناك دواء مفيد للاكتئاب دون أعراض جانبية أو إدمان؟

شكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Tarek حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك -أخي العزيز- وأهلا وسهلا ومرحبا بك، وأسأل الله أن يمن علينا وعليك بالتوفيق والسداد والعافية والثبات على الدين والهداية إلى صراطه المستقيم.

لا شك أن ما أصابك من اضطراب نفسي واكتئاب وكراهية للنفس والحياة، إنما هي أعراض وردة فعل مرضية إزاء الخوف من الموت المفاجئ للصديق.

الأمر الذي يستلزم منك التالي:
ضرورة مراجعة طبيب نفسي مختص متميز ما أمكن، ويمكن للموقع دلالتك على الدواء المناسب، ويلزم عدم التردد في تناول ما قد يصفه من علاج، وبفضل الله فقد ثبت توفر أدوية مناسبة ليس لها أعراض جانبية سيئة، ولا تسبب الإدمان.

عدم الاسترسال مع الوساوس، وضرورة الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وقد نص الحديث بأنك بالاستعاذة منها والإعراض عنها (إنها لا تضرك)، وضرورة الاستغفار، ولزوم الذكر، وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة والصدقة والطاعات.

لزوم الصحبة والبيئة الصالحة، والبعد عن العزلة عن الناس، بشغل الوقت والنفس بتمية قدراتك ومهاراتك العلمية والعملية، والدراسة، ولزوم القراءة، ومتابعة المحاضرات والخطب والبرامج النافعة.

الحياة نعمة من الله تعالى، للاستمتاع بطيباتها والإكثار من الطاعات سبيلا لدخول الجنات، وما وساوسك وأحزانك ومرضك إلا ردة فعل سلبية عكسية لما تعانيه من أحزان موت الصديق ومتاعب وهموم، وبالتالي كراهية الحياة، ولمرحلتك العمرية أثرها الظاهر في توفر هذا المرض والأعراض النفسية المرضية.

جميل منك أن تدرك مرضك وأسبابه، وتكره ما أنت عليه من وساوس قد تكون مخالفة للشرع والعقل والفطرة السليمة، وهو دليل ما حظيت به -بفضل الله عليك- من تربية حسنة ودين وخلق ويقظة ضمير، الأمر الذي نهنئك ونشكرك عليه، ولا شك أنك كما أنك مشكور فأنت أيضا معذور كون المرض قهريا ليس بإرادتك وقصدك واختيارك، وقد تقرر في محكمات الشرع عذرك الشرعي بقوله تعالى حاكيا دعاء المؤمنين كما في آخر سورة البقرة :( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ... ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به).

أكرر بضرورة مراجعة الطبيب ولزوم الصحبة الصالحة وشغل الوقت في الخير.

شفاك الله وعافاك.
والله الموفق والمستعان.

www.islamweb.net