أشعر بانجذاب لفتاة من أقاربي.. هل أخبرها بمشاعري؟
2019-10-27 02:24:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 20 سنة، أشعر بانجذاب لفتاة ذات قرابة لي من بعيد، أنا ما زلت طالبا، ولا أعرف شعورها تجاهي، وأنا غير متأكد كليا من شعوري تجاهها، ولكني دائم التفكير فيها، فكرت في الاعتراف لها بمشاعري، ولكن يمنعني من ذلك أنني ما زلت طالبا، و ما زال أمامي وقت حتى أمتلك مقدرة مادية، وخاصة أن العائلتين بينهما خلاف، وأنا لا أعرف شعورها تجاهي، وأخشى أن أنتظر حتى أتخرج وأعمل ثم أتقدم لها يكون قد فات الأوان.
مع العلم أن عائلتها يفضلون شخصاً ذا قرابة منهم - ليس عندي علم بمشاعرها تجاهه - ولكن يزيد علي في مسألة توفر المال، وقد شرعوا في تمهيد الطريق له عن طريق توطيد العلاقة، إذن المعضلة هي أنني لا أعرف شعورها تجاهي وشعوري بالإحراج من الرد، وذلك ما يدفعني لعدم إخبارها، وكذلك أخشي الصمت حتى توفر المقدرة فيكون الأوان قد فات، وهذا الموضوع يؤثر علي في الدراسة بشكل سلبي بحت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Barakat حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيها الولد الكريم، وردا على استشارتك أقول:
إن هذا الشعور الذي تمر به أمر فطري، فأنت في سن المراهقة، ولديك طاقة متدفقة في أوج قوتها، وأي شاب في سنك يفكر نفس التفكير، لكني هنا أود أن أعطيك بعض الموجهات والتي آمل أن تأخذ بها بعين الاعتبار وألا تهملها، وأوصيك أن تقرأها بتمعن أكثر من مرة.
اعلم أن الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله قدره فما هو مكتوب لك لن يفوتك أبدا، وما لم يكن من رزقك فلن تستطيع أخذه، وإن وقفت الدنيا كلها إلى جانبك؛ لأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
الزواج لا يفوت بالترك ولا يأتي بشدة الحرص، فمن كانت من نصيبك، فلن يأتيها غيرك ومن لم تكن من نصيبك، فمهما حرصت عليها فلن تصل إليها يدك.
لا تفكر بما هو آت؛ لأن ذلك غيب ولا يدركه إلا الله، وعليك أن تكون مطمئنا فلا تقلق، وعليك أن تعمل بالأسباب التي توصلك إلى مرادك، فإن وصلت فالحمد لله، فذلك توفيق من الله وإن لم تستطع فعليك بالرضا بقضاء الله وقدره.
أنت تقول إنك تجد مشاعر تجذبك نحو تلك الفتاة، ومع هذا لا تدري ما مشاعرها ثم إن هنالك عدة معوقات أمامك مثل وجود الخلاف بين العائلتين، وقد يذللها الله تعالى إن كانت هذه الفتاة من رزقك، وقد تزداد صعوبة إن علم الكبار بذلك فتزداد الفتاة بعدا عنك، ولذلك أنصحك ألا تعلق قلبك من الآن بفلانة أو فلانة، وعليك أن تتجه نحو التحصيل العلمي الذي سينبني عليه مستقبلك بإذن الله تعالى، فاشحذ همتك، واجعلها تعانق الثريا، واحذر أن تجذبك نحو الثرى.
الحمد الذي لم يضيق على أحد من عباده في هذا الجانب، فإن فاتت فتاة فهنالك أخريات يحملن نفس المواصفات التي عندها، وقد تكون أفضل، فالوقت ليس وقت اختيار شريكة الحياة، بل هو وقت التحصيل العلمي، فإن تهيأت بعد ذلك ظروفك وصرت جاهزا للزواج فلكل حادثة حديث.
من جملة العوائق التي ظهرت في هذا الموضوع كون أهل الفتاة يفضلون شخصا قريبا منهم، ولعلك تدرك أهمية موافقة أوليائها.
لا أنصحك أن تبدي مشاعرك لأي أحد في هذه الفترة، وعليك أن تتجاهل هذا الموضوع، وتترك الأمور تسير كما أراد الله سبحانه، فإظهار مشاعرك سواء لأهلك أو لها لن يغير شيئا، بل قد ترتد عليك آثار سيئة منها الحزن والهم، وأنت في غنى عن ذلك حاليا، فطمئن نفسك، وهدئ من روعها وروضها وسترضى نفسك بما ترسل لها من الرسائل الإيجابية.
أوصيك أن تجتهد في إصلاح نفسك والقرب من الله سبحانه والاجتهاد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك سيكون عونا لك في حياتك، وسيجلب إلى قلبك السعادة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.