ما العلاقة بين القولون والقلق؟

2019-10-17 04:34:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعاني من القلق من كل شيء، والسبب أنني كنت قلقا من الذهاب إلى وليمة بسبب فوبيا اللحم، فنمت وأنا قلق، واستمر شديدا لمدة أسبوع مع غثيان شديد، ثم صار القلق خفيفا مستمرا مع مشاكل القولون.

أطباء الباطنية وصفوا الحالة أنها تهيج القولون، وهذا التهيج مستمر، لقد أرهقني وتوقفت حياتي، وأنا متأكد أنه بسبب القلق، فهل من الممكن أن يتم علاج القولون بعلاج القلق؟ وهل يمكن أن أرجع طبيعيا؟ علما أني لم أراجع طبيبا نفسيا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

إن شاء الله حالتك بسيطة وقطعاً مراجعة الطبيب النفسي سوف تكون مفيدة جداً لك، ولا تحتاج حقيقة أن تتردد كثيراً على الطبيب النفسي، لكن زيارة إلى زيارتين أراها سوف تكون ناجعة مفيدة لك، الذي تعاني منه حقيقة هو ليس خوف فقط، إنما هو قلق مصحوب بالمخاوف وشيء من الوسوسة، تفكيرك حول ما أسميته بفوبيا اللحم هذا وسواس، هذا وسواس أدخلك في هذا النوع من التفكير، والوسواس يعامل بالتحقير وبالرفض وعدم الخوض معه في نقاش أو حوار، وعدم إخضاعه للمنطق، لأن الوسواس لا منطق فيه، فحقر هذا الوسواس، كل اللحم، وفكر أن هذا اللحم من الطيبات، هل تفضل الطيبات أم تفضل الوسواس، قطعاً يجب أن تفضل الطيبات هذه الثنائية وهذا التدافع بين الخير والشر والطيب وغير الطيب هو أمر كوني، فرجح دائماً ما هو طيب وما هو جميل ما هو إيجابي، وحقر الوسواس.

تمارين الاسترخاء سوف تفيدك كثيراً، فأرجو أن تطبقها وبكثافة، أيضاً التمارين الرياضية هي خير علاج للنفس والجسد خاصة فيما يتعلق بموضوع القولون، والقولون هذا أصبح إشكالية الآن بالنسبة للناس، التوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، وعضلات القولون هي أكثر العضلات تأثراً، وأنا أحب أن أسميه القولون العصابي وليس العصبي، إذاً علاج القلق أو قلق المخاوف الوسواسي قطعاً سوف يجعلك تتحسن جداً من هذه الأعراض التي وصفتها بأنها أعراض القولون.

اجعل حياتك إيجابية، اجعل لها أهداف، العمل مهم جداً في حياتك، أنت الآن عمرك 29 عاماً ولا تعمل، لا قيمة للرجل إلا بالعمل، تطور الرجل في العمل، فيا أخي الكريم لا بد أن تبحث عن عمل، أي عمل، واسأل الله تعالى أن يرزقك الرزق الحلال الطيب.

صلة الرحم، التواصل الاجتماعي كل هذا يصرف الانتباه حقيقة عن هذه التوترات والقلق، الصلاة في وقتها هي أفضل ما يقدمه الإنسان لنفسه، لأنها طمأنينة النفس تنزل من خلالها ولك -إن شاء الله تعالى- الأجر والثواب.

أنا سوف أصف لك دواء بسيطا جداً يسمى دوجماتيل، واسمه العلمي سلبرايد، هذا يمكن أن تتناوله وتجربه، يساعد في القلق والتوتر والقولون وخلافه، وإن لم تتحسن عليه أرجو أن تذهب مباشرة للطبيب النفسي، الدوجماتيل ابدأ في تناوله بجرعة 50 مليجراما كبسولة واحدة يومياً لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباح ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة صباحاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، الذهاب إلى المسجد لا يقلق -أيها الفاضل الكريم- هذا كله نوع من الوسوسة الشيطانية، المساجد هي مكان الطمأنينة، مكان الرحمة، مكان المودة، وتحفنا فيها الملائكة ونلتقي فيها بأفضل الناس -بحول الله-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net