لا أستطيع النوم، وأتخيل أحداث ليست واقعية، فما العلاج؟
2019-12-10 05:12:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حصلت مشكلة بيني وبين صديقي وتم حلها، لكني حلمت أنه يدفن شيئا يتعلق بي، فاستيقظت من النوم وأنا لا أطيق نفسي، وبعدها تعبت، فذهبن إلى راق ليقرأ علي، فأخبرني أني مسحور، فتابعت معه لمدة ثلاثة أسابيع، واستخدمت الزيت المقرئ عليه والسدر، مع ذلك كنت أجد صعوبة في النوم، وقلق طول اليوم، ولا أطيق جسدي، علما أني محافظ على الصلاة والأذكار وسورة البقرة والورد اليومي من القرآن.
تحسنت حالتي، وتوقفت عن المتابعة مع الراقي، وشعرت أنه لم يكن سحرا، ولكن أيضا لم أستطع النوم إلا بصعوبة، ولا أطيق حياتي، وأشعر بتنميل في رأسي، وكنت أفكر في الانتحار، ولكن -ولله الحمد- شفيت منه، ولكن أشعر بتعب وأتعصب سريعا بعض الأيام، وأحيانا أنام وتكون حالتي جيدة.
والمشكلة الكبرى أني أتخيل وجود شخص يكلمني وأنا نائم، أو أبيع لأحد في بقالة، رغم معرفتي أني على السرير، وعند المشي في الشارع أتخيل الناس تتكلم عني، وأعلم أنه مجرد وهم، وأصبحت لا أفرق هل هذا الموقف رأيته في الحلم أم هو حقيقي، وأصبحت أكره الحياة وكل شيء.
ذهبت لطبيب نفسي، قال لي: عندك اضطراب قلق عام وخوف عام، وفترة العلاج ستكون 9 أشهر، وكتب لي علاج اللوسترال 50 والأمبيريد 50 والريستولام عند النوم، وأنا أخاف من الأدوية وآثارها، والآن مر يومان على استخدام الأدوية، وأشعر بأن الحالة ازدادت سوء، فماذا أفعل؟ هل الأدوية هذه تسبب الانتحار؟ وهل ستبقى معي هذه الآثار طول فترة العلاج؟ وهل ستعالجني وأستطيع تركها أم أستخدمها مدى الحياة؟ هل أستمر مع الطبيب؟ أخاف أن أترك العلاج وأتعب، وأخاف من العلاج، وأشعر أن الدواء يزيد من الحالة، فهل هذا صحيح؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohmed2200 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
كنتُ أتمنى – أخي الكريم – أن تذكر عمرك، لكن عمومًا من خلال المعلومات المتوفرة يمكن أن نصل إلى بعض الإرشاد الذي يوافق عمرك، وأسأل الله تعالى أن يكون ذلك مفيدًا لك.
أيها الفاضل الكريم: أنت أدخلت نفسك في توهمات حول السحر وتأويل الهلاوس هذه والأحلام، وأعتقد أن الذي بك هو نوع من القلق – كما ذكر لك الطبيب – وتحول هذا القلق إلى شيء من عُسر المزاج أو بدايات اكتئاب نفسي، وموضوع السحر: أبعد نفسك من هذا التفكير الذي أنت فيه، والحمد لله أنك اقتنعت أنه ليس سحرًا، أنا أؤمن بوجود السحر والسحرة تمامًا، لكن – يا أخي – لا أحد يستطيع أن يضع معايير تشخيصية للسحر، نعم نؤمن به وهو شيء موجود، لكن نؤمن أن الله خيرٌ حافظًا، وأن الإنسان مُكرَّم، وأن الإنسان أقوى من شياطين الإنس والجن، قوي بالله من خلال الإيمان به والدعاء والرقية الشرعية والذكر على الدوام، الإنسان قوي بالله إذا توكّل على الله وفوّض أمره إليه.
أخي الكريم: الذين يُصابون بالسحر غالبًا لا يفكِّرون في الانتحار، لأن الشيطان لا يريد أن يفقد ضحيته، يريده أن يعيش في عذابات وآلام طول حياته.
فيا أخي الكريم: هذا الكلام الذي قيل لك لا أساس له، الذي بك هي حالة طبية بسيطة (قلق وتوترات وشيء من عُسر المزاج)، لا تحتاج أبدًا أن تذهب لمثل هذا الشيخ الذي يُشخِّص السحر والعين.
توكل على الله، واحرص على الرقية الشرعية، والصلاة في وقتها، والدعاء، والذكر، وخالق الناس بخلق حسن، وقل للناس حُسنًا، هذا هو علاجك الأساسي.
أمَّا العلاجات الطبية فأرى أن الدواء الذي كتبه لك الطبيب دواء رائع جدًّا وسليم جدًّا، فلا تُدخل نفسك - أخي الكريم - في توهمات وحساسيات حول الآثار الجانبية، الأدوية التي وُصفت لك ليست أدوية إدمانية، فقط الـ (ريستولام) لا تحتاج أن تستمر عليه لمدة أكثر من ثلاثة أسابيع، أمَّا الـ (لسترال) والـ (إميبريد) فهي أدوية ممتازة، تستمر عليها، تلتزم بجرعتها، والآثار الجانبية: أي دواء له آثار جانبية، حتى البنادول وحتى الأسبرين، لكن الأمر يتفاوت ويتباين من دواء إلى دواء، وسدِّدوا وقاربوا، فلا تحرم نفسك من نعمة الدواء، تناوله كما ذكره لك الطبيب، واسعَ في العلاجات الاجتماعية: أن تقوم بالواجبات الاجتماعية، أن يكون لك تواصل، أن يكون لك تفاعلات إيجابية مع أصدقائك، مع أسرتك، أن تُجيد عملك، هذا مهمٌّ جدًّا، أن تقرأ، أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل. هذه هي الحياة الطيبة الراقية.
سِر على هذا المنوال وعلى هذا المنهاج في الحياة، و-إن شاء الله تعالى- تسير أمورك على أحسن ما يكون.
الدواء مهم جدًّا بالنسبة لك، لأن العرض الذي ذكرته - وهو أنك حين تمشي في الشارع بأن الناس يتكلمون عنك - هذا عرض رئيسي يجب أن يُعالج، وحاول أن تُحسن الظن بالناس، و الدواء سوف يفيدك كثيرًا.
نظِّم صحتك النومية من خلال ممارسة الرياضة، تجنَّب الميقظات كالشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً، ولا تنم في فترة النهار، ونظّم طعامك، وتجنب تمامًا وجبة العشاء الدسمة، العشاء يجب أن يكون خفيفًا وغير دسم، ويجب أن يكون مبكّرًا حتى لا يُسبِّب لك الأحلام المزعجة التي تحدثت عنها.
احرص على أذكار النوم، وحافظ على وردك القرآني اليومي، ويا حبذا لو توضأت قبل النوم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.