ما تشخيص حالتي التي أشعر فيها بتنميل القدمين واليدين وثقل في الجسم؟
2019-12-16 04:54:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحسست بعد الولادة بأسبوع بشكة في قدمي اليمنى، لكني لم أهتم، وبعد أسبوعين أصبت بتنميل في القدمين مستمر واليدين، وأعاني من ثقل في الجسم، فلا أستطيع المشي بسهولة، وأشعر بحرقان وشيء مثل الشوك في مختلف أجزاء جسمي، ومن حالة نفسية سيئة وتوتر، قرأت في الإنترنت عن التصلب اللويحي فخفت.
ذهبت لطبيب الأعصاب، وعملت تخطيطا للأعصاب، وصورة الرنين المغناطيسي للرأس والرقبة والظهر، وكلها سليمة، وما زالت الأعراض مستمرة، فأرجو الرد.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع السبكة الإسلامية.
الحمد لله أن صور الرنين المغناطيسي وتخطيط الأعصاب طبيعي، فهذا يطمئن جدا، وعلى الأكثر أن الطبيب طمأنك؛ لأنه إن كانت صور الرنين للرأس والنخاع الشوكي طبيعية فهذا يستبعد احتمال وجود تصلب لويحي إلى حد كبير جدا، ومن ناحية أخرى فإن تخطيط الأعصاب يساعد على تشخيص التهاب الأعصاب المحيطي، وكذلك يساعد على تشخيص حالات انضغاط الأعصاب سواء في الظهر أو بسبب أمراض، مثل التهاب الأعصاب السكري، أو نقص الفيتايمن (ب12)، ولا بد أن طبيب الأعصاب قد أجرى لك تحاليل الدم.
إن كانت هذه الأعراض ظهرت عندك بعد ابتداء حالة التوتر، وتزيد عند زيادة التوتر، وتخف إذا خف، فعلى الأكثر أن السبب هو الحالة النفسية التي تمرين فيها، وعدم وجود أي سبب عضوي، والأعراض التي تشتكين منها في مختلف أنحاء الجسم يفسر الحالة أنه حالة نفسية، وسنحيل سؤالك لطبيب الأمراض النفسية لكي تطمئني.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
-------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. محمد حمودة -استشاري أول باطنية وروماتيزم-/ وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
-------------------------------------------------------
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
طمأنك الأستاذ الدكتور محمد حمودة، وهو رجل بارع جدًّا في تخصصه، أجابك إجابة واضحة جدًّا وأنه -بفضل الله تعالى- حالتك ليس لها علاقة أبدًا بالتصلب اللويحي لا من قريب ولا من بعيد.
أعراضك بدأت كأعراض جسدية بالشكة في القدمين ثم التنميل والثقل في الجسم، وبعد ذلك ظهرت لديك الأعراض النفسية من قلق وتوتر، وهذا طبعًا مرتبط بالأعراض الجسدية، وأنا أرى أن هذه أعراض نفسوجسدية، لأن فترة ما بعد الولادة تحمل الكثير من التغيرات النفسية التي هي ناتجة من المتغيرات الهرمونية التي تحصل بعد الولادة مباشرة، قطعًا ما نسميه (اكتئاب ما بعد الولادة) أو (اكتئاب النفاس)، هذا الحمل لا أعتقد أنك قد أصبت به، لكن الذي حدث لك هو نوع من القلق النفسي والتوتر والمخاوف المرضية.
أنا أرى أن تفرحي بطفلك، وفي ذات الوقت حاولي أن تمارسي تمارين رياضية، تمارين صباحية، تمارين مسائية، حاولي أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة عن طريق النوم ليلاً، بالرغم من أن الطفل يحتاج إلى رعاية، لكن حاولي أن توفقي بين الأمرين، رعاية طفلك وأن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، مع أهمية ممارسة الرياضة.
وأنا أرى أنه سيكون من الجيد جدًّا إذا تناولت أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات والمخاوف، عقار مثل (سيرترالين)، دواء سليم جدًّا مع الرضاعة، وهو دواء جيد ودواء فاعل، وتحتاجين له لفترة ثلاثة أشهر، جرعته هي أن تبدئي بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعلينها حبة واحدة يوميًا - أي خمسين مليجرامًا - لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفين عن تناوله.
هذه جرعة صغيرة وجرعة -إن شاء الله تعالى- لا تُسبب لك أي أضرار، وهو سليم في حالة الرضاعة، ولو ذهبت واستشرت طبيبًا نفسيًا أعتقد أن ذلك أيضًا سوف يكون أمرًا جيدًا، لكن أرجو أن تطمئني، الحالة هي واضحة أنها شيء من الأعراض النفسوجسدية التي تأتي بعد الولادة، الرياضة مهمة جدًّا، أرجو ان تحرصي على أي تمارين رياضية تناسبك، وحاولي أن تكوني متفائلة وإيجابية، وعليك بالدعاء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.