بعد اختفاء الألم من صدري صرت أخاف وأقلق

2020-01-08 02:15:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا بعمر ٢١ سنة، فيما مضى كنت أشعر بألم من منتصف الصدر إلى الظهر، وكتفي الأيمن، وزرت طبيباً وطلب أن أقوم بتخطيط للقلب، وانشغلت ولم أقم به واختفى الألم بنفسه، ولله الحمد، لكن أشعر بصدري مكان القلب مثل الضعف أو الوهن، ويزداد عندما أخاف.

الخوف عندي فضيع من أتفه الأسباب، من مشاكل قد تقع، عندما أرى أناساً يتضاربون، خاصة إذا كان أحد أقاربي أو إخواني تزيد دقة القلب، وقلق وخوف، أحياناً لا أستطيع الوقوف فأنام وأصحى، ويكون قد ذهب هذا كله.

قد رأيت بعض الاستشارات في موقعكم حول الخوف لكن أردت التأكد من حالتي بعرضها عليكم، وقرأت الأدوية التي نصحتم بها لبعض الإخوة وعرضتها لصيدلي قريب فقال سيعطيني دواء (فرنكسيت)، هل هو ملائم؟ وهل يحتاج فحوصات قبل الاستخدام؟ وأنا طالب جامعي وقد أثر ذلك على دراستي.

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

حالتك -إن شاء الله- بسيطة، الذي يظهر لي أنك تعاني بالفعل من درجة بسيطة من قلق المخاوف، والألم الذي كنت تحس به في منتصف الصدر غالبًا يكون نوعًا من الانقباضات العضلية، وربما كان لديك أيضًا زيادة تكوّن أحماض في المريء، أضف إلى وجود القلق - كما ذكرتُ لك - والقلق قد يتجسّد في شكل أعراض عضوية، وذلك من خلال أن التوتر النفسي الداخلي يتحول إلى توتر عضلي.

أكثر عضلات الجسم التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري، لذا كثير من الناس يحسّون بالضيق أو الألم في الصدر أو حتى الشعور بالنغزات.

أعراضك الجسدية الأخرى - كتسارع ضربات القلب - هي أعراض أيضًا نفسوجسدية ناتجة من قلق المخاوف البسيط الذي تعاني منه.

أعتقد أهم شيء أن تحقّر القلق، وأن تحقّر الخوف، ما الذي يجعلك تخاف؟ لابد أن تطرح هذا السؤال على نفسك، أنت لست بأقل من الآخرين في أي شيء، فاعتمد على مفهوم الفكر الإيجابي، واستبدال الفكر السلبي المخل بفكر يجعلك تستعيد الثقة في نفسك، وحاول أن تُكثر من المواجهات والتفاعل الاجتماعي.

هنالك مواجهات مفيدة جدًّا للإنسان، كصلاة الجماعة مثلاً في المسجد، كممارسة الرياضة الجماعية مع أصدقاء لك، أن تجلس في الصف الأول دائمًا، وأن تحاول أن تتابع مع المحاضر، أن تشترك في أي عمل اجتماعي أو خيري أو دعوي، هذا يجعلك تُعرِّض نفسك لمصادر القلق والخوف، ممَّا يقوّي من عزيمتك وشكيمتك، ويُساعد على البناء الإيجابي لشخصيتك.

تمارين التنفس التدريجي كجزء من تمارين الاسترخاء أيضًا مفيدة جدًّا، فأرجو أن تتدرَّب عليها، وهي سهلة وبسيطة جدًّا.

يمكن أن تجلس على كرسي مُريح أو تستلقي على السرير في الغرفة، وتغمض عينيك قليلاً، وتضع يديك على صدرك، أو بجانبيك، ثم تتأمَّل في شيءٍ جميل وطيب، وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ثم تحصر (تحبس) الهواء في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، واجعل الشهيق سبع ثوانٍ وحبس الهواء في الصدر أربع أو خمس ثوانٍ، ثم يأتي بعد ذلك الزفير، وهو إخراج الهواء ببطء عن طريق الفم، وهذا يكون في حدود سبع ثوان أيضًا.

هذا تمرين بسيط ومفيد جدًّا للإنسان، كرِّره بمعدل خمس إلى ست مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، تمرين بسيط وتمرين ممتاز جدًّا.

أمَّا بالنسبة للعلاجات الدوائية فلا تستعجل لها، أعتقد أن حالتك بسيطة، إن طبَّقتَ ما ذكرتُه لك -إن شاء الله تعالى- ستختفي هذه الأعراض، وإن قمت أيضًا بإجراء فحوصات طبية عامّة هذا أيضًا أمرٌ جيد، هذا لا يعني أنك تعاني من حالة عضوية أبدًا، لكن الإنسان حين يتأكد من مستوى الهيموجلوبين لديه ووظائف الكبد ووظائف الكلى، ومستوى الدم الأبيض، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12)، ووظائف الغدة الدرقية، هذا يُطمئن الناس كثيرًا، فيمكن أن تُجري هذه الفحوصات، وأعتقد أن ذلك أيضًا سيطمئنك كثيرًا.

العقار الذي ذكرته (فرنكسيت) غير معروف بالنسبة لي، ربما تقصد (ديناكسيت): هذا دواء بسيط جدًّا، وهو مضاد للقلق.

لا أراك في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة كما ذكرتُ لك، ولا تستعجل في تناول أي دواء إلَّا بعد الذهاب إلى طبيب ومعرفة التشخيص الصحيح، ومن ثم يمكن تناول الدواء المناسب لحالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net