الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة، وأجابك الأخ البروفيسور الدكتور/ عبد العزيز أحمد عمر في أحد الاستشارات، والتي رقمها (
2305680) وكان سؤالك حول الأدوية النفسية، واستشاراتك الأخرى تدلُّ على أنك تعاني من الرهاب والتوترات والاكتئاب.
أنا أعتقد أن الاعتماد على العلاج الدوائي في مثل هذه الحالات ليس أمرًا صائبًا أو صحيحًا، لا أقول أن الدواء ليس مفيدًا، لا، الدواء يفيد ويُساهم بدرجة معقولة، ثلاثين إلى أربعين بالمائة، لكن المكوّنات العلاجية الأخرى مهمَّة جدًّا، أن تجعل لحياتك معنى - أيها الفاضل الكريم - فهذه العصبية والتوتر والتململ، أنت لم تجعل لحياتك معنى، هذه الحياة العظيمة يجب أن يُكابد الإنسان فيها، وأن يُثابر، وأن يجتهد، وأن يسعى أن يكون يدًا عُليا دائمًا، وأن تزوّد نفسك بالعلم والمعرفة والدين، وأن تهتمّ بصحتك، أن تجعل لنفسك نمطًا جديدًا طيبًا: طعامك يجب أن يكون منتظمًا، نومك يجب أن يكون منتظمًا، ممارسة الرياضة تجعلها جزءًا من حياتك، أن تتواصل اجتماعيًّا، أن تصل رحمك، أن تبرَّ والديك، أن تُحبَّ عملك، العمل أمانة، والعمل أمرٌ عظيم، وقيمة الرجل في العمل، على العكس تمامًا يجب أن تقدم على عملك بقوة وبأريحية، وتحاول أن تستعمل بعملك، وتطوّر ذاتك: أن تلجأ لدراساتٍ إضافية، أو أن تلجأ إلى دخول كورسات، هذا كله ممكن جدًّا، اجعل لنفسك مشروع حياة، مثلاً: أن تحفظ جزءًا واحدًا من القرآن الكريم في ثلاثة أشهر، هذا مشروع حياة عظيم.
فيا أخي الكريم: هذا هو الذي تحتاجه لتشرح صدرك وتزيل عنك هذا الملل وهذا الضجر وهذه العصبية. أنا أعتقد هذا هو الذي تحتاجه وليس أكثر من ذلك.
وبعد ذلك الأدوية المزيلة للقلق وللتوترات كلها متشابهة ومتقاربة جدًّا، وهذه إن شاء الله تعالى يُحدِّدها لك طبيبك.
علاجك في المقام الأول ليس علاجًا دوائيًا، إنما علاجك علاج اجتماعي نفسي سلوكي إسلامي، وتسعى لتطوير ذاتك، وتنظر لنفسك بصورة إيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.